الحراك الجنوبي منذ انطلاقته لم يكن مجرد شكل للممارسة والتعبير في ثورة أرادت في منطلقها وأهدافها استعادة الدولة، بل هي السلمية جزء أساسي من المضمون الديمقراطي للثورة، ومدى الوعي الذي يتحلى به شعب الجنوب وكذا مدى تأثير النضال السلمي, فقد استطاع شعبنا بحراكه السلمي أن يعلم شعوب العالم دروساً في النضال والتضحية والتمسك بالحق المسلوب وهو استعادة دولتهم بعد أن دعموا حراكهم السلمي هذا بقيم التسامح والتصالح والتضامن.
هكذا استمر حراكنا السلمي متماسكاً ستة أعوام متتالية وهكذا سيستمر حتى تحقيق نصرنا باستعادة دولتنا..
ومن ينادي بخيار الكفاح المسلح بديلاً عن حراكنا السلمي فهو كمن ينتحر بإلقاء نفسه في بحر ليس له نهاية, ونحن لم نيأس بعد وشعبنا لديه من الصبر والقوة والقدرة على الاستمرار والثبات ما يكفي لتحطيم مدافعهم ودباباتهم، وإنّ السّلاح الآن.. ذهنياً أو فعلياً.. لا يؤدي سوى إلى الانتحار.. وإنّ الصدور العارية والأصوات العالية أقوى بكثير من أزيز الرصاص.. وكما جاء في الديباجة التأسيسية لمنظمة الأونيسكو عام 1945: «إن الحروب تقع أولاً في عقول البشر.. وفي عقول البشر تبنى حصون السلام".
مازن محمد الردفاني
سلمية الحراك أقوى من أزيز الرصاص 1756