بعد أن حققت ثورة الشباب الشعبية السلمية بعض أهدافها وأهمها, وأتت بعبد ربه منصور رئيساً لليمن خلفاً للسابق علي عبدالله صالح, وأنجبت الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيساً للوزراء، عوّلنا عليهم كثيراً بعد الله بأنهم سينهضون باليمن من تحت الركام الذي حاول صالح أن يمحو معالمها ـ أقصد اليمن ـ به وخاصة بعد أن صرّح الرئيس عبدربه منصور قائلاً: سنكون أنا وباسندوة (فدائيين) لأجل اليمن.. بعد هذا الكلام وهذه التعويلات انتشرت هذه الأيام (حماقة) من (طراز) جديد هي ظاهرة (التهديد) التي لا تكاد تفارقنا، لأن انتشارها أصبح كماً يرد السلام على صاحبه، ناهيكم عن الاغتيالات والاختطافات التي تطال ناشطين وسياسيين وعسكريين وإعلاميين وشباباً وغيرهم.. هذه الظاهرة التي لم تعرها حكومة (الفداء) أي اهتمام انتشرت بشكل كبير في أوساط المجتمع اليمني، لدرجة أنه إذا تصارع إخَوَان على أي شيء هدّد أحدهم الآخر بالتصفية ضاربين بالحكومة وهيبتها خلف ظهورهم، نظراً للأداء المرفوض الذي تنفذه الدولة ويا ليت على كل الناس , لكن وللأسف على المستضعفين فقط.. كان آخر هذه الفعلات اللخجاء قبل أسبوع ونصف، حيث أقدم أحد الضباط على (تهديد) صديقي الغالي: طارق البنا (عيني عينك) وبدون أي ستار أو حاجز أو واقي يتخفى خلفه وقال بلهجته العامية (عيقرّح رأسه) ليأتِ بعده مباشرة بأيام أحد (أبطال) مسلسل (الحماقة) ـ التهديد ـ ويلقي نفس الضربات التهديدية على الأخ الغالي: عبدالله الشرعبي مردفاً بالقول: زيدت به وصبرنا نفد وووو.. من التهديد بالتصفية..
فيا رئيس الجمهورية ويا رئيس الوزراء أين (فدائيتكم) وأين وعيدكم، فنحن أكثر الناس ملتزمون وداعمون للحوار الوطني الذي طال انتظاره ولكن هل يرضي (فدائيتكم) أن يُهدَّد شباب لا يتجاوز أعمارهم (22) عاماً تزيد أو تنقص بالتصفية الجسدية وحرمانهم من الأمن وتخييم القلق والخوف في صدورهم البريئة والذين لم تسمح لهم أعمارهم حسب البعض بأن يشغلون أماكن وظيفية في الدولة لكي يأتي (المهددون) ويرمون عليهم قذائف التهديد؟ ما بالكم وما بال ضمائركم من هذه الأعمال الدخيلة؟.. وبرأيي أنه لا يجب انعقاد الحوار إلا بعد تصفية الوطن من بعض (المعتوهين) بكل الجنسيات وبكل المجالات سواءً مجال التهديد أو الاغتيال أو أي مجال يقلق سكينة الوطن الحبيب، أما سكوتكم هذا و(تطنيشكم) و(تعامسكم) فإنه كمن يقول لهم: هدّدوا أثابكمُ الله.. والله من وراء القصد.
صدام الحريبي
هدّدوا أثابكمُ الله !! 1557