"احذفني من قائمة أصدقائك فأنا مواطن بسيط" .. هكذا كانت ردة فعل أحد الزملاء عندما رن هاتفي ليتم إبلاغي بحضور لقاء مع رئيس جهاز الأمن القومي.
لست ألوم صديقي العزيز على ردة فعله، فالجهاز سيء السمعة لم يترك أي فرصة ووضع نفسه في الواجهة لتكون النتيجة أن هناك جهازان يخافان من بعضهما البعض: الصحافة والمخابرات.
فمنذ تأسيس جهاز الأمن القومي 2002 والحقائق تقول إنه صاحب السجل الأكثر قتامةً في انتهاك الحريات وإنه وراء اختفاء واعتقال العديد من الصحفيين، ناهيك عن المواطنين والنشطاء، فما تزال قضية الزميل/ عبد الإله حيدر بقعة سوداء في تاريخه.
لم يكن اللواء الدكتور/ علي الأحمدي بحاجة إلى أن يطلق التبرايرات حول براءة الجهاز -الذي عُين منذ أشهر- لرئاسته مما ألصق به، وكان حرياً به أن يمضي بعقد صفحة جديدة مع جهاز الصحافة الذي أصبح مصابا بفوبيا الأمن القومي، وأن يبعد نفسه عن تبريرات أخطاء سابقيه..ناهيك عن إدانتها، إذ بإمكان الجهازان اللذين يكادان يقومان بنفس المهمة تقريباً أن يشكلا ثنائياً جيداً لمصلحة هذا البلد بعيداً عن مشاعر الاستعداءات.
أمس كان اللقاء التاريخي الأول بين العشرات من جهاز الصحافة وجهاز الأمن القومي منذ تأسيسه وظهر الأحمدي أكثر حرصاً على فتح صفحة جديدة إلا أن النوايا وحدها لا تكفي في ظل استمرار اعتقال الزميل حيدر.
بإمكان الأحمدي رئيساً للجهاز -سيء السمعة- فعل الكثير في حال جعل من الصحافة شريكاً استراتيجياً والبدء في تحسين سمعة جهازه.
من أول السطر:
جهاز الصحافة ينتظر
مهيب زوى
صحفيون ومخابرات 2025