أطل الرئيس/ بشار الأسد بخطابه الذي جمع فيه أنصاره إلى قاعة كانت تبدو على أنها مدرجات لملعب صغير يلعب فيه بشار لوحده, وهم يرددون"بالروح بالدم نفديك يا بشار" , وعندما انتهت المباراة بفوزه بإلقاء الخطاب قام من في القاعة ليلقوا التحية والمصافحة على لاعب الدمار والدماء للتبرك به..
هذه هي الشعوب الخانعة التي تصنع الديكتاتوريين, هي من تصنع الظلم والاستبداد وهي من تصنع الأصنام التي تعبد من دون الله والوطن.
خطاب بشار الأسد لم تأت بجديد, فهو من الوهلة الأولى للثورة يدعو إلى الحوار والاستفتاء وغيرها من دعاوى الزيف والكذب والتدليس, ولكن النتيجة هي استمرار الصراع والدمار والدماء والقتل والتعذيب والتنكيل بالشعب السوري الحر, هو يريد رفع معنويات مناصروه وحتى رفع معنوياته هو المنهارة والتي كانت تظهر عليه من خلال تلكؤه وأخطائه التي ارتكبها خلال إلقاءه للخطاب..
حوار تحت صيحات المدافع والدبابات وقصف الطائرات وقتل النساء والأطفال, حوارٌ على ألم الجوع والخوف من الموت وقصف المخابز, حتى رغيف الخبز أصبح هدفاً لبشار وطائراته.
أكد على الحوار لكنه لا يقصد حواراً مع المعارضة السورية, هو من سيختار طرف الحوار الذي سيحاوره, لأنه تعود على أن يكون كل شيء علي ما يريده.
ذكر في مبادرته إجراء استفتاء بعد الحوار وانتخابات برلمانية, لكنه لم يتطرق إلى ذكر الانتخابات الرئاسية, مما يعني انه هو من سيحكم سوريا ولن يتنازل عن الكرسي الذي هو ميراث له من والده وليس من حق أي سوري حتى الحلم به, حتى ولو كان ذلك ثمنه الدمار وتقسيم الأرض السورية..
كذلك عزف على وتر القضية الفلسطينية وارض الجولان المحتلة, وأكد انه سيستمر في دعمه للمقاومة الفلسطينية, ولكن هذه المرة بدماء وأشلاء الأطفال السوريين, بدمار أرض سوريا, بتدمير مخابز المدن والأحياء, وسيخرج المحتل الإسرائيلي من درعا وحلب وريف دمشق والغوطة وغيرها من المدن السورية المحتلة, ما هذا الهراء الذي يلعن به بشار الأسد.
الربيع العربي عبارة عن فقاعات صابون سوف تختفي, هذا ما قاله بشار الأسد ولم يعلم أن هذه الفقاعات الصابونية هي من أثار الحراك الصابوني الذي على الأرض لتنظيف العالم منه ومن أقرانه الظلمة والفاسدين ومصاصي دماء شعوبهم, ولتنظيف العالم العربي من الظلم والاستبداد والتوريث.
كما أكد انه طالما والمعارضة تحظى بمظلة دولية, فكذلك هو يحظى بمظلة إيران والصين وروسيا, وذلك بتقديم شكره وامتنانه لهم على تعاونهم مع حربه ضد الشعب السوري.. وهذا يؤكد على أن ارض سوريا أصبحت ساحة حرب للدول الكبرى, تتصارع على أرضها ولن يتوقف هذا الصراع إلا بتكاتف الشعب السوري, وخروج الجيش السوري الوطني من عباءة بشار الأسد والتفافه على الثورة وتحقيق أهدافها بإسقاط رأس الظلم والقتل.. بهذا سوف ينتهي هذا الصراع الإقليمي في هذه الأرض الطيبة.
نشوان العمراني
حوار علي سيمفونية الدماء والدمار 1834