على موعد جديد من الإثارة والتشويق, سطعت شمس كأس الخليج الواحد والعشرين على الساحة الخليجية, وبالفعل كل منتخب مشارك يبحث عن التألق وكل يبحث عن تاريخ جديد وأجمل من سابقيه, وقد دارت في المعركة رحاها, ولم تعلن المنافسة انتصافها بعد, كل جماهير المنتخبات ترسم أكثر من حلم وتتوقع أكثر من اللازم وأجملها بل وأكثرها جمهور منتخبنا الوطني وهو بحد ذاته تأييد شعوري يشكر عليه كل لاعب وصل إلى ميدان المنافسة بإمكانيات مذهلة وعناية غير عادية سوى اللاعب اليمني لسان الحال.. اللاعب اليمني مثل غيره, يحب الكرة أكثر من نفسه وهو متميز فعلاً بإمكانياته المتواضعة, ويحب أن يخدم بلده ويرفع رأسها عالياً, وهو في كل حدث يحاول أن يكتب التاريخ لبلده, ومهتم بأن يرد الجميل للشعب النبيل الذي يؤازره ولا يتخلى عنه..
إذا نظرت إلى اللاعب اليمني فهو صورة محزنة تعكس اقتصاد البلد وظرفها المكلوم, فهو كالوردة الذابلة تورق كل من ينظر إليها, وإذا فتشت عن حياته تتأسى لحاله والوضع الذي يعيش فيه, فهو حروف بيضاء ولكنها في معاجم التهميش, وآمال ولكنها كسراب بقيعة, حيث لم تسمح له حوامل الرزايا من التفرغ للكرة وان كان له من راتب فلا يسمن ولا يغني من جوع..
وإذا قارنا لاعبنا بنظيره من الدول الأخرى وخاصة المترفة أو البسيطة, نلاحظ أن البون شاسع وخيالي, فنظيره يتلقى من الدعم والحوافز ما يجعله لامعاً دائماً وان دل على شيء فإنما يدل على أهمية اللاعب في الدول الأخرى, مع أنها لا تقل أهمية عن الطعام والشراب لديهم, فلاعبنا اليمني مهمش تماماً من أمس الحقوق, فهو غير مستقر مادياً ومعنوياً وصحياً, وان كان له من حوافز تذهب أدراج الرياح, ولا يختلف في ذلك اثنان.. كلنا يعلم أين يكمن الخلل, فالنظام السابق كان اليد اليمنى للعبث بهذا النجم وزجه في عين عاصفة الحرمان, ومنذ أن اندلعت شرارة الربيع العربي, كان للاعب اليمني صولته وجولته فيها..
إن المعضلات التي نستنسخها مرة تلو الأخرى في كل حدث كروي يعكس نظرة إحباط متشائمة من الجمهور وعلى الصعيد الإعلامي الدولي, ولكن لا يمنعنا من التفاؤل, فاللاعب اليمني ذكي وذو مهارة عالية ولا ننكر هذا, فكيف لو توفرت له إمكانيات ومازلنا نرقب سباق التنافس عن كثب ولو كنا أخفقنا أمام الكويت, فلاعبنا الأقوى بإمكانياته المتواضعة, بغض النظر عن الفوز في المنافسة, فالقادم سيكون أجمل ,آملين أن تتخلص الحكومة من المعضلات التي يتأبطها اللاعب اليمني وأعتاها المعضلة الإدارية والاقتصادية.. ومما يجعلنا نتساءل: أما آن لحكومة الوفاق أن تعالج مشاكل منتخبنا الوطني وأن تحمل قضيته بمحمل الجد وأن تعيد بنائه اقتصادياً وجسمانياً ومعنوياً وصحياً, لأنه يمثل البلد ويعد رافداً من روافدها الاقتصادية؟.. آملين ذلك بإذن الله.
أديب الحميدي
اللاعب اليمني حروف في معاجم التهميش 1735