عامان على سرير المرض!!
هانحن معشر البشرية نستقبل عام 2013م الجديد، ومن سوء حظي أن يأتينا هذا العام وأنا مازلت (على سرير المرض) بعد أن كنت استوفيت النصف الثاني من عام 2012م وأنا على هذا الحال!.. تخيلوا أنه مر علي شهر رمضان الماضي وعيد الفطر المبارك وتبعهما عيد الأضحى المبارك، وأنا على سرير المرض.
بل الأسوأ أن العيد الأخير مر عليَّ وأنا أتعالج في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء بعيدا عن أسرتي وزوجتي وأطفالي، وكم ذرفت عيني دموعا وأنا أسمع صوت ابني الصغير مصطفي (خمس سنوات) يقول لي عبر التليفون (يا بابا أمي اشترت لي ثيابا جديدة تعال بسرعة علشان توديني عدن مول ).
آه كم أنت قاسٍ يا مرض، فأنت لا تنهش في جسدي المسكين فقط وإنما الأسوأ من هذا أنك تقتلني ألف مرة يوميا لأنك أبعتني عن زوجتي وأطفالي وأهلي وأحبائي كل هذه المدة ووضعتني على سرير المرض عامين متتاليين.. آه!.
أتساءل بيني وبين نفسي وفي أوقات الخلوة، وما أكثرها هذه الأيام وأنا على سرير المرض وممنوع من مغادرة المستشفى إلا بعد انتهاء العلاج، ويقول الله سبحانه وتعالى كلمته.. أتساءل ما الذى كان سيحصل لي لو لم التقى بالزميل العزيز صالح الحميدي في مطار عدن الدولي وكلانا يستعد لركوب الطائرة اليمنية المتجهة من عدن إلى صنعاء؟! توجهنا عينا بعين وصرف نظره عني فجأة وهو معذور طبعا لأنه لم يخطر بباله أن هذا الذي أمامه هو حسين يوسف، فذهبت إليه وقربت منه أكثر، وسلمت عليه بيد مرتعشة فاحتضني كعادته الطيبة، وهو بالكاد يخفي هلعه وتفاجئوا بحالتي الصحية المتدهورة جدا!.
المهم أخبرته بأنني متجه إلى القاهرة لتلقي العلاج اللازم بعد أن أقضي مأمورية سريعة بصنعاء، فقال لي: "أنا سأسبقك في القاهرة، فتواصل معي عندما ستأتي وهذا رقم تليفوني هناك"!.
بعد الحركة البايخة التي حدثت لي من صندوق رعاية النشء والشباب، واستخصار المشرفين عليه بالتوجيهات المحددة من الأخ معمر الإرياني وزير الشباب والرياضة بعد تلك الحركة التي آلمتني لم استطع أن ادفع قيمة تذكرة الشخص المرافق لي، فتواصلت مع العزيز صالح الحميدي وأخبرته بأنني سأسافر إلى القاهرة بدون مرافق، فقال لي علي الفور "مش مهم أنا سأستقبلك في مطار القاهرة الدولي ولن تحتاج لأحد".
ففي فجر يوم الجمعة الموافق 2012/11/30 كانت طائرة اليمنية التي سافرت علي متنها تحط رحالها في مطار القاهرة.. وكان العزيز صالح الحميدي في استقبالي وبرفقته الأخ علي محمود محمد صديقه المصري الجنسية المحب في أحاسيسه لليمنيين أخذاني شقة رتبها صالح لأنام فيها طوال يوم الجمعة، وصباح السبت توجه بي الأخ علي إلى مستشفى المركز القومي لأمراض الحساسية والصدر، وتم تسجلي ضمن المرضي المقيمين فيه لتلقي العلاج اللازم في هذا المستشفى الكبير الذي يتوفر فيه الاهتمام والعناية المكثفة ويتمتع فيه جميع أطبائه وممرضيه وممرضاته وعماله بالطيبة، بل هي كلمة حق لابد من أقولها بحق هذا المستشفى القومي في أرض الكنانة.
هل أعود إلى التساؤل الذي سبق لولا فضل الله أولا، ثم فضلك ثانيا ما الذي كان سيحصل لي؟!.. إنك الصالح الحميد والياء المضافة هي ياء الدلع كما اعتقد ما الذي أقول فيك أو عنك؟.
اكتفي بأن أقول شكرا لك من أعماق.. لأنه لا توجد كلمات ستوفيك حقك.. والله من وراء القصد.. كما أشكر القائمين على صحيفة "أخبار اليوم" لمتابعة حالتي وإعطائي هذه المساحة.
حسين يوسف
خواطر من القاهرة 1418