ليبراليونا خصوصاً في الأقطار العربية التي شملها الربيع العربي أصموا آذاننا هذه الأيام بضجيجهم وتنظيراتهم وتقديم أنفسهم على أنهم المنقذ الوحيد للأمة دون سواهم وأن ما عداهم هو التخلف والجهل والانغلاق إلى آخره من المفردات التي مللنا سماعها..وقد نالت الأحزاب والقوى الإسلامية النصيب الأوفر من سخطهم وصلفهم وسخريتهم وتم تصنيفها من قبل هؤلاء المتلبرلين أنها العدو رقم واحد لمشروعهم الإنقاذي التقدمي النهضوي الكبير.. لذلك شرعوا في توجيه سهامهم وإطلاق العنان لألسنتهم الطويلة صوب هذا العدو سعياً منهم للخلاص منه وإقامة مشروعهم الحضاري جدا !!على أنقاضه..والغريب أن هؤلاء البلهاء لم يفقهوا ولم يستوعبوا بعد من الليبرالية سوى اسمها الذي يرددونه كالببغاء بمناسبة وبغير مناسبة ولم يأخذوا منها سوى النتن الذي يروجون لتسويقه إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية لتلويثها.. يتباهون دوماً بأنهم متحضرون وقادرون على مجارات المجتمعات المتقدمة وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن التقدم والتقدمية اللهم إلا من ثقافة المسخ والتقليد الأعمى للملبس والسلوكيات التي تتنافى مع قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.. كنا نريد أن تصيبهم من الدول الليبرالية عدوى الاختراعات والابتكارات والتصنيع..عدوى التعليم والارتقاء بالقدرات في مختلف المجالات..عدوى الأخذ بأسباب التطور والتقدم.. لكن للأسف هذا ما لم يحدث ولن يحدث طالما ظلوا بهذه العقليات وبهذا التفكير القاصر لمفهوم الليبرالية والتحضر.. فالليبرالية ليست ثقافة ملبس ورقص أو تنكر للدين وللهوية العربية، بل هي نظرية فلسفية تقوم على أساس احترام حرية الأفراد، كما تقوم على العلم والأخذ بأسباب النجاح والتخلص من العادات السيئة التي تعيق التقدم ومنها أفكارهم المريضة.
ونحن هنا نتساءل ونقول لهم: من جنى على الأمة العربية؟ ومن أوصلها إلى هذا المآل والواقع المرير؟! أليست القوى التي حملت وتحمل أفكاركم المشوهة؟!.. من أوجد الفجور والظلم والاستبداد الذي عانت وتعاني منه المجتمعات العربية؟ أليسوا ذوي العقول الفارغة والمقلدين أمثالكم؟!..
احد هؤلاء المفتونين بليبراليتهم الخالية من أي مضمون كتب في مقال له يسخر من الإخوان في مصر ـ الكنانة مصر العروبة والإسلام ـ بأنه من الصعب عليهم أن يحكموا ويديروا الدولة بآلية جمعية خيرية أو تميمة المرشد ونسى هذا المفتون من كان يحكم مصر منذ قيام ثورة 52 وحتى الأمس القريب.. أليسوا هم التقدميون على شاكلتكم وآخرهم الليبرالي الأكبر حسني مبارك ونظامه الفاسد؟ ماذا صنع بشعب مصر العظيم؟ وبأي آلية كان يحكم؟ أليست الأفكار التي تحملونها هي من مخرجات هذا النظام التقدمي القمعي الآفل؟ هل كان الإخوان المسلمون هم من يحكم البلدان العربية طوال نصف قرن مضى من النكسات والانكسارات والارتهان والانبطاح والذل والهوان؟.. هل كان الإسلام هو العائق أمامكم لتخرجوا من براثن التخلف أم هي الرؤوس الفارغة والأفكار غير السوية التي تؤمنون بها؟!.
والسؤال الذي يضع نفسه هنا هو: إذا كان الإخوان سيعجزون عن إدارة الدولة بآلية الجمعيات الخيرية فهل ستنجحون أنتم بليبرالية التعري والرقص وهز الوسط؟.. أفتونا كفانا الله شر ليبراليتكم.
عبد القوي العصفور
ليبراليون..ولكن!! 1653