بعد 128 يوماً من العمل الوطني الجاد أكملت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني مهامها بنجاح وسلمت تقريرها النهائي لرئيس الجمهورية 12/12/2012متخطية بذلك كافه الصعوبات والعراقيل التي اعترضت طريقها منتصرة لإرادة الشعب على رهانات أنصار الماضي...الأمر الذي يبشر بإمكانية نجاح مؤتمر الحوار الوطني إذا ما توافرت الإرادة ووضع المشاركين في الحوار مصلحة الوطن فوق أي مصلحة... وهنا تكمن مسئولية المكونات والفعاليات السياسية في المؤتمر.
إذ ستبين عمليه اختيار كل مكون لممثليه الذين سيشاركون في المؤتمر مدى حرص هذا المكون على إنجاح مؤتمر الحوار من عدمه وسيعرف الناس الخيط الأبيض من الخيط الأسود .
وقد أكدت اللجنة الفنية على أهمية هذه ألنقطه وطالبت في النقاط 11 و12من بند (الضمانات) في تقريرها النهائي, طالبت المكونات والفعاليات السياسية أن تحسن اختيار ممثليها ممن يحرصون على التغيير وطالبتها أن تلتزم بالاستمرار في الحوار في كل الأحوال حتى الوصول للنتائج المرجوة منه.
على الجميع أن يضعوا في الحسبان أن الشعب أصبح يملك من الوعي والمعلومات ما يجعله قادراً علي تقييم الأشخاص الذين سيتم اختيارهم للمشاركة في مؤتمر الحوار وبالتالي سيتم تقييم كل مكون ومدى رغبته في إحداث التغيير الايجابي ومدى تغليبه للمصلحة الوطنية من خلال تقييم الشخصيات التي اختارها لتمثيله.. ومن الأهمية بمكان أن تعلم المكونات والفعاليات السياسية في مؤتمر الحوار أن الشعب اليمني سيراقب بمسئولية كبيرة عملية سير جلسات الحوار والنهج الذي يسلكه كل مكون في هذه الجلسات وبالتالي سيستطيع الشعب التمييز بين المكون الذي يحرص على التغيير وذلك الذي يحرص على استمرار التمزق والتشظي والفوضى والفساد, وبالضرورة ستنعكس الانطباعات التي يكونها أبناء الشعب عن المكونات المشاركة في الحوار علي نتائج الانتخابات النيابية, إذ سيحرص الشعب اليمني على معاقبة كل من سيسعى إلى إفشال الحوار الوطني عبر صناديق الاقتراع.
الجدير بالذكر أن اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار قد ضمنت في تقريرها النهائي المقدم لرئيس الجمهورية 12 نقطة سمتها الضمانات الواجب البدء بها قبل الحوار, والواضح أن هذه النقاط(الضمانات)التي يراها الشعب اليمني كما رأتها اللجنة الفنية ضرورية التنفيذ قبل البدء في الحوار تضع الرئيس عبد ربه وحكومة الوفاق والدول الراعية للمبادرة على المحك، إذ ستبين طريقة تعاملهم مع الضمانات التي أوصت بها اللجنة مدى رغبتهم في إيجاد حوار وطني متكافئ من عدمه.
صلاح نعمان
ضمانات.. ستبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود 1998