مشعل على أرض غزة، هو قائد سياسي محنك، تنقل إلى بلدان وأماكن شتى وهو حامل لأهداف المقاومة معه، تراه رابط الجأش قوي الشكيمة واضح الحجة ثابت الأركان، غير أنك تراه على أرض غزة يتأمل يسرةً ويمنة وعيناه لا تقفان، ذلك لأنه في غزة مباشرة يراها بلا بث فضائي، بل يتأملها من على ترابها، فالسماء سماء غزة والأرض لغزة، كيف لا تراه كذلك وهو يرى غزة لأول مرة منذ ما يقارب الأربعين عاماً، آه كم مر من السنين وهو يدير العمل السياسي لفلسطين من خارج أرضها والآن هو في القطاع المحرر.
تراه متأملاً مع زملائه وكأنهم ينصتون لهمس أرض غزة، وكأنهم يسمعون غزة بقلوبهم تقول : أنا غزة يا أبا الوليد أرض الانتصار، أرض إنجاز وتحقيق ما يرنو إليه مكتب السياسة في حماس، أنا غزة أرض إنسان فلسطين الحر، وهذه المقاومة التي جعلت من حلم الدولة الفلسطينية حقيقة ستكون الأوضح في المستقبل القريب.
مشعل ورفاق المقاومة عَبروا معبر رفع يقصدون غزة وما إن وطأت أقدامهم هذه الأرض حتى شعروا بروح الأرض مع روح الجسد، شعروا بمجد النفس وأحسوه حقيقة يعلو مع دقات قلوبهم، ومن هنا نقول : مهرجان انطلاقة حماس هذا العام مختلف.
أقدام خالد مشعل تكاد لا تصدق ما تشعر به، فأصبحت تطير بصاحبها نحو الدليل القطعي لتبرهن أنها في القطاع فتنطلق ساعية إلى دار المؤسس ومهندس انطلاقة الحركة شيخ الشهداء (أحمد ياسين).
الذكرى الـ 25 للإنطلاقة هذا العام مختلفة، فهي الأقوى والأكبر، مهرجان مختلف من حيث العدد ومن حيث المشاركين، ومن حيث الضيوف , ومن حيث الزمن الذي يأتي بعد معركة (حجارة السجيل).
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستحق التقدير و تستحق أن يُحيي ذكرى انطلاقتها كل المسلمين في العالم العربي والإسلامي، لأن حماس بمثابة أياديهم التي عجزت عن تحرير أرض الرباط، فكانت حماس وشركاؤها من فصائل المقاومة هي المجسدة لكل من يحب فلسطين، لكنه رهين الأنظمة والحدود والواقع المؤلم.. والآن أصبحنا ندرك يقيناً أن حماس بكتائب عزالدين القسام سطرت معنى المقاومة التي صنعت السياسة نحو التحرير.. فتحيةً لحماس وتحية ً لكتائب عزالدين القسام وتحيةً لفصائل المقاومة على أرض الرباط وتحية لكل القادة الشجعان في داخل فلسطين وخارجها، وهنا أضع سؤالاً ختاميا ً: متى سيصلي مشعل في المسجد الأقصى؟
نبيل الفخري
هذا العام غزة غير !!! 1592