ستظل الحالمة تعز مذهلة, وسطية, منفتحة على جميع الأفكار والرؤى ماعدا أفكار الدمار والفوضى التي ترسل الحقد والكراهية بصورة عبثية وتحول الناس إلى عبيد وسادة مخالفة لكرامة الإنسان وشريعة الإسلام..,هناك ثوابت في هذا الوطن على المجتمع أن يحميها وأهمها مداميك الوحدة بين الناس ومقاومة أي دعوة تفرق الناس وتكفر بعضهم بعضاً.
نعم لقد وجد الحوثيون من مواقف بعض القوى الدخيلة على الثورة وسيلة مناسبة يظنون أن بإمكانها إعاقة الحوار الوطني. فهناك مأجورون يعملون على زرع الطائفية في تعز وكل اليمن.
إن الثورة التي قدمت الشهداء أهدافها معروفة وتعز لن تكون لقمة سهلة للطامعين والقتلة ..وبوعي ستفضح المتآمرين والحاقدين والجهلة والمرتزقة وستعريهم, لأنها شبت على الطوق وتعرف ماذا تريد وكيف تسير.
اليوم يستغل الحوثي وغيره طيبة أبناء تعز وثوريتهم ونواياهم الطيبة وشباب آخرين من مختلف المحافظات, ليدس فمه في آذانهم بالتحريض ضد الإصلاح وضد الثورة وغير ذلك وهو يحاول إنقاذ ما تبقى من علي عبدالله صالح صاحب الفضل في عودة الفكر الحوثي من قمامة التاريخ..
إنها لجريمة أن يجد الحوثيون في تعز الحرية والتعليم والعظمة لدى بعض الشباب الذين يريدون وطناً حقيقاً عادلاً, موطئ قدم لفكرهم الميت, فتعز تثور لأجل الحياة لا لأجل إحياء الأفكار المتعفنة التي تتقاطع في مبادئها مع الحرية والمساواة والديمقراطية وتريد حكم اليمن على أنه تركة نزلت من السماء لبني فلان أو علان.
قبل يومين سقط عدد من الجرحى في ساحة الحرية بتعز, كما وردني عن أحد الإعلاميين, بينهم مصابون بالرصاص الحي في اعتداء من قبل أتباع الحوثي الذين يريدون توسيع دائرتهم في الحالمة تعز.. وهذه رسالتي للحوثيين أقول لهم "إذا كان هناك خلاف بيننا وبينكم في الرؤى فهذا أمر طبيعي يقابل بالحوار"... والنقاش الهادئ ليس من أجل فرض آراء وإنما من أجل الوصول للحقيقة, ولا بأس أن تبقى التباينات, المهم الاتفاق على ثوابت وطنية موحدة نحو تحقيق أهداف الثورة ومصلحة اليمن كقاعدة للجميع, وهذا لا يكون إلا بالشعور بحاجتنا الماسة إلى بعضنا وفتح القلوب لتلاقح الأفكار وتوحد الأرواح.
وبصرف النظر عن الأسباب, فالمشكلة ما زالت قائمة والوضع فيما أراه خطيرا ً ووجب على اليمن أن تقف وقفة جادة مع الحدث ووجب عليها كذلك أن تنشر الفكر الإسلامي الصحيح ليواجه هذه الأفكار المنحرفة وأن تهتم اهتماماً كبيرًا بأهالي هذه المناطق كصعدة والجوف وغيرها حتى تضمن ولاءهم بشكل طبيعي لليمن وحكومتها, ويجب على العالم الإسلامي أن يقف مع اليمن في هذه الأزمة، وإلاّ أحاط المشروع الشيعي بالعالم الإسلامي من كل أطرافه والأهم من ذلك أن يُعيد شعب اليمن حساباته وينظر إلى مصلحة اليمن وأن هذه المصلحة تقتضي الوحدة وتقتضي الفكر السليم وتقتضي التجمُّع على كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وعندها سنخرج من أزماتنا، ونبصر حلول مشاكلنا, ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين..
في الأخير أتمنى الشفاء العاجل لكل إخواننا المصابين في الاعتداء الأخير من قبل الحوثيين وأقول لهم "فصبرا ً في مجال الموت صبرا ً فما نيل الخلود بمستطاع"!.
rafoapasi@gamil.com
رفعت فؤاد العبسي
ماذا يريد الحوثيون من الحالمة؟ 1931