التذمر الصفة التي يحتاجها مجتمعنا لينهض من مرارة تقبل كل شيء بعفوية مُطلقة تقود إلى حقيقة مُرة فحواها سذاجة شعب، لأن الإصلاحات المنشودة من المستحيل أن تكون من أولويات أي نظام سياسي يحكم شعباً صامتاً عفوياً لا يتفوه سوى بتقبل الواقع بكل تفاصيله المغلوطة ويتجاهل ثقافة الاستنكار بلهجة الانتقاد الحاد، فما الذي ننتظره في ظل سياسات هوجاء تحكم بخطابات فارغة عبثت بالوطن والمواطن؟ ولن يقف بوجهها سوى أولئك المتذمرين الذين يسعون للعيش الكريم ليكونوا وحدهم من يستحقون الحياة.. الوسائل الأخرى لم تعد موثوقة بها بين أوساط مجتمع سئم تحمل نتائج مدروسة سلفاً أضرارها وتُمارس عليه بسبق ديكتاتورية وتسلط وبنفس الوقت لم تعد مشروعة للتغيير، حتى الأحزاب لم تثمر بالمعارضة بمفهومها الحقيقي، اتخذت نفس مسار النظام باتجاه الفساد الذي يخنق عيش المواطن، فهي الوجه الآخر لغياب المسؤولية وحضور المصالح الضيقة.
فيا أيها المتذمرون أثبتوا للعالم بأن تقبل الواقع لم يعد يتلاءم مع فكره الإنسانية في ظل ثورات الكرامة والحرية، فأنتم وحدكم من ستقفون بوجه التسلط، فتذمركم من سيصنع دوله مدنية لا يحكمها العبث وتذمركم من سيطلق سراح القضاء المُقيد وتذمركم من سيحرر الأحزاب من تبعية المصالح وتذمركم من سيخلق نظاماً سياسياً يحكم ولا يملك وتذمركم من سيعيد للوطن ثرواته المنهوبة وتذمركم من سيوحد القلوب لتمهيد وحدة الوطن.. وحدكم من تستحقون الحياة أيها المتذمرون.
*بقايا حبر:
أخبروا الصباح بأني...
لم أعد قهوتي المسكرة بتفاصيل الحلم
ولم أفتح نافذة الشمس المشرقة ببقايا الليل
حتى فيروزلم يصل مِرسالها بمنديل البوح..!!
نعائم شائف عون الخليدي
المتذمرون وحدهم من يستحقون الحياة!! 1951