أنا وغيري من أبناء اليمن وكل من لديه كرامة وضمير حي من العالم يتذكر ذلك اليوم الذي غير مجرى التاريخ في يمن العزة والكرامة وأحيا روح الشباب المتطلع إلى الحرية والشورى والعدل والأمن والسلام وكل متطلبات الحياة.. أن دماء شهداء جمعة الكرامة لن تروح هدراً, كما يسعى البعض, وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا في ميادين الشرف والبطولة في جميع محافظات الجمهورية الذين ضحوا بأرواحهم من اجل اليمن وعزة أبناءه والأجيال الناشئة في يمننا العزيز..
إن أحداث جمعة الكرامة غيرت التاريخ إلى الخير والعدل والسلام والأمن والشورى, إنها ثورة حقيقية وبكل صدق ووفاء لشعبنا الصامد ضد الطغاة المستبدين, إن تلك الدماء التي أروت شجرة الحرية من اجل سقوط الطغاة وحققت صحوة لدى كل يمني شريف يسعى إلى عزة اليمن ورفعة أبناءه وكرامة اليمن ورفع هاماته بين الأمم المتقدمة ديمقراطياً وصناعياً, إنني وكأي فرد من أبناء اليمن قد حركتنا تلك الدماء التي سكبت على ارض اليمن السعيد في ذلك اليوم الخالد وأحيت الضمير لدي وظللت مهموماً حتى سمعت ذلك الإعلان من قبل ضمير حي وإحساس بكرامة الإنسان الذي كرمة الله وخلقه في أحسن تقويم, ذلك الإنسان الذي رفض إهانة أبناء اليمن ونمت في عروق دمه روح العروبة والشهامة العربية الأصيلة, إننا نتحدث عن رجل عظيم في القلوب وفي الملأ الأعلى الذي أعلنها بصراحة أنه مع الثورة الشبابية السلمية, ذلك القائد العظيم اللواء الركن /علي محسن صالح الأحمر- قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع- وحمدت الله على ذلك الإعلان العظيم منه وقمت فوراً بإرسال برقية تأييد له بعد إعلانه مباشرة وفي اليوم الثاني سمعت الإعلانات المؤيدة له من قادة عسكريين وقادة مناطق عسكرية ووزراء ودبلوماسيين ومشايخ وعلماء, إنني كغيري من مشايخ اليمن هبينا لنصرة الثورة الشبابية وظللنا في الخمسين لشهور عدة مع قبائلنا مسلحين بعتادنا وكل ما يلزم للحرب استجابة لقائدنا العظيم ولو كان مع زيد أو مع عمرو, إننا معه وليعلم الجميع أننا معه ولنا منذ اثنين وعشرين عاماً..
إنني أتساءل كيف سيطبق قانون العدالة الانتقالية في بلد مسلم ولدينا نصوص قرآنية في عقوبة القاتل ولو اجتمعوا من في الأرض ومن في السماء على قتل امرئ مسلم لعوقبوا جميعاً بقتلهم له؟ إن قانون العدالة يتعارض مع عقيدتنا الإسلامية فهل من عقول تعي ذلك؟ إنني وكغيري من أبناء اليمن نريد تطبيق ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في تطبيق عقوبة القاتل, لأننا شعب مسلم نعبد الله ونقيم شعائر الإسلام ولا يمكن أن نعمل ببعض الكتاب ونترك البعض, إن إقامة الحدود في الشعوب المسلمة هي للحفاظ على كرامة الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم ليكون خليفته في الأرض وأن يقيم العدل وفقاً لشريعة الإسلام التي أمر بها الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام, إن الثورة قضت على الحكم العائلي الذي كان يعتبر نفسه المدبر في هذا الكون ولكن ثورة الشباب الصامد غيرت مجرى التاريخ في اليمن العظيم بهمة الشباب الذين في الساحات ورجال اليمن الشرفاء الذين سوف يذكرهم التاريخ بأحرف من نور ويخلد ذكراهم للأجيال القادمة من أبناء اليمن وغيرهم, إن العالم الذي سوف يشهد بثورتنا العظيمة مدى الدهر لأننا حققنا معجزة في القرن الخامس عشر الهجري ونحن شعب مسلح ولكننا اتخذنا الثورة السلمية سبيلنا, ذلك من حكمة أبناء اليمن ولو كان الطرف الثاني كان يريد أن يفجر الحرب في اليمن ولكن الأشقاء والأصدقاء أبوا ذلك ونقدم لهم الشكر والعرفان على ما قدموه لأبناء اليمن من مبادرة وحلول حافظت على أبناء اليمن من المأزق الخطير الذي كان يسعى لتفجيره الطرف الآخر ولكن هيأ الله لليمن المبادرة الخليجية وبدعم دولي, وباقي علي عبدالله صالح نريد أن يكملوا المشوار في إخراجه من اليمن حتى نسلم من مشاكله ما لم فإن اليمن سوف يعود إلى الفتن والمربع السابق ولا يمكن أن يسلم منه أحد في العالم, إن تحالف علي عبدالله صالح وولده أحمد مع الحوثيين لشيء محزن أمام أبناء اليمن والأجيال الناشئة وبذلك سوف يذكرهم التاريخ بما فعلوه بأبناء المحافظات التي عاث الحوثيون فيها الفساد من القتل ودمار والخراب, لأننا عارفون أنهم شركاء أساسيون معهم ولابد من يوم يحاكمون فيه كل من عمل أو قتل أو افسد في هذا الشعب الذي حقق ثورته على الطغاة والله أحكم الحاكمين, إن على علي عبدالله صالح وأعوانه أن يدركوا أن الثورة نجحت بكل المقاييس وعقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الخلف ومن خرج من الباب لا يمكن أن يعود من الطاقة مهما عمل ومهما تآمر على شعب اليمن الصابر العظيم.. وهذا تعبير عن رأيي الشخصي فقط.
الشيخ عزيز بن طارش سعدان
رياح التغيير بعد جمعة الكرامة 2397