إذا كان لك ظهر فلن تأمن فقط شر عدم الضرب و"المرمطة" ولكن ذلك الظهر سيوفر لك وظيفة ميري لا يحلم بها، وبأجر لن تجد مثله في القطاع الخاص..
كلنا يعلم أن هناك بعض المواقع الحكومية أو الأجهزة التابعة لها توفر لكل الأعمار من الشباب أبو عشرين سنة إلى المسن الذي تجاوز الستين أو السبعين وظائف مريحة في أماكن فخمة ومزايا مالية لا تتوفر، الستة ملايين يتمرغون في تراب الميري أو تراب العز، والفرق أن هؤلاء القلة يعومون في خيره وليس ترابه!!، اللهم لا حسد، ولكن كل ما نطلبه هو تكافؤ الفرص ووضع قواعد ومعايير ثابتة تضمن للجميع نفس الوظيفة في حال تساوي المهارات والكفاءات، بعيداً عن ذلك الظهر الذي تحكي عنه مأثوراتنا الشعبية العديد من الحكايات عن "الأطفال" المعجزة في كل عصر وحين.
أتحدث هنا عن الفوارق الرهيبة بين العاملين في الوزارة الواحدة، لنجد من يعملون في أماكن تتيح لهم مرتبات بالآلاف وآخرين يعيشون على الفتات!، ونجد الفوارق بين المزايا والحوافز في وزارة وأخرى، بل وبين العاملين في شركات تتبع نفس الشركة القابضة.
أتحدث هنا عن بعض الأجهزة الحكومية التي نص قانونها على عدم خضوعها لأنظمة العاملين بالدولة، ولا تعرف كيف يتم اختيار الموظفين فيها، ولا تقتصر المزايا فيها على المرتبات فقط ولكن السفر إلى الخارج من أجل التثقيف والتأهيل.. كيف تم اختيارهم؟! هل تحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع في التقدم لها؟! لا أحد يدري.. هل توجد وسيلة ليكون للجميع ظهر واحد هو الكفاءة وتكافؤ الفرص وشيء اسمه الشفافية؟! هل يوجد جهاز في اليمن قادر على دراسة هذه القضية ووضع ضوابط خاصة تضمن ذلك؟!.
يبقى أن أقول إن كل هذه الكلمات مجرد ملاحظات عابرة إذا رأى المسؤولون أن لا صحة لها، فلهم اعتذاري، ولكن إذا رأياً
أحمد عبدربه علوان
من معه ظهر.. توفرت له وظيفة الميري!! 1527