اليمن تسير في الطريق الصحيح فقط شوية(break) من أجل دماء شهداء التغيير, علينا أن نقبل ببعضنا البعض وأن نعترف أن اليمن لن تهدأ إلا بمشاركة كافة مكوناتها وكل واحد سيأخذ حقه وفق ما يقدمه من برامج وفي النهاية الشعب هو نفسه من سيلفظ من سيعمل ضد مصلحته .
أول مرة يعرف الشعب ماهية الشحنة الواصلة ونوعها ومصدرها.. بالصورة والكلمة والتحليل.. أول مرة يشعر الناس أن هناك شفافية، فيما يخص حاضر ومستقبل البلد.. قبل هذا كان التعتيم على مئات من شحنات الأسلحة التي جرته، فيما بعد إلى احتراب قبلي أهلي من جهة ومن جهة أخرى شجعت مجموعات كثيرة منه إلى تبني حركات تمرد مسلحة لا نزال ندفع ثمنها حتى اليوم.
كل الشعب يتوق إلى دولة مدنية حديثة تجسد معنى التغيير المنشود, العبرة فيها يكون للبرامج السياسية والوسيلة فيها يكون الصندوق الانتخابي النزيه والفائز فيها بعد ذلك على رأي أخواننا المصريين إن شاء الله (عفريت (الجهل والتعصب الأهوج صنوان لا يفترقان لذلك وحدهما فقط من يتحملان استمرار العنف اليومي في اليمن، لكنه عنف يبقى في إطار الوضع الاعتيادي في الدول التي شهدت ثورات تغيير.
محافظ تعز شوقي هائل يتحدث عن أقسام شرطة جديدة لزيادة القدرة الأمنية للمدينة التي تشهد انفلاتاً أمنياً على عكس المدن اليمنية الأخرى مع نهاية 2013م, لست أدري هل هذه أيضاً تحتاج إلى خطة خمسية, الناس تصرخ "نريد أمناً على وجه السرعة ما لم فاتركوا السلطة لمن هو قادر أن يكون سلطة".
فشل ذريع في ضبط (البريه) العسكري بتعز, ففي حين يتهم محافظ المحافظة الداخلية والدفاع والموقعين على ميثاق الشرف من مشائخ وأحزاب وعسكريين بالتسبب في الفوضى الأمنية, يلمس المواطن عجزاً بائناً في مسألة ضبط الأمن هذه تصل حد ضبط (كوفية) العسكري وبدلته وهندامه الرث, فالمتوفر لدينا أفراد أمن عجزت عن أن أصنفهم "هل هم تابعين لمليشيات مسلحة أم لقبائل أم لمشائخ؟", بعضهم بنصف لباس عسكري رث والبعض الآخر بجاكت عسكري ومشدة، لكن معظمهم خلعوا (البريه) الكوفية واستبدلوها بمشد وغتر وو...إلخ.. أرجوكم افرضوا هيبتكم كدولة علينا من خلال الهندام العسكري الباعث على التفاؤل والأمل والنظام .
فكرة التغيير في اليمن ربما وصلنا إليها بألف شهيد، لكن يجب أن نتذكر أنه كان بإمكاننا أن نصل إليها بمائة ألف شهيد، وكان بالإمكان أن نصل إليها بلا قطرة دم واحدة، لكن في نفس الوقت علينا أن نتخندق وراء فكرة التغيير وليس وراء الأشخاص.
مرة واحدة أشك فيها أن اليمن راح تتغير حتى لو قامت فيها مليون ثورة.
عندما أرى الشعب كله أو معظمه (مخزن) في البيت والشارع والسهل والجبل والبحر والنهر والصحاري والحدائق والمنتزهات والوديان.. وبملايين الدولارات.. في حين هو الأفقر عربياً وعالمياً، نهرب أحيانا من أحاديث السياسة والثورة، لكن السياسة هي طعام وشراب ونور وصحة وتعليم، وبالتالي من الصعب هجرها, وهي محصلة لمجموعة قيم إنسانية إذا تحققت جاءت بكرامة الإنسان ورفاهيته.
عبدالقوي شعلان
أوراق للمستقبل 1631