لقد أنصف ديننا الحنيف المرآة قبل ألف وأربعمائة عام، قبل أن تنادي بحقوق المرآة الدول أو المنظمات الدولية، فكفل للمرآة ما لم تكفله أية ديانة على وجه الأرض، لقد أعطى للمرآة كرامتها وحريتها، لأن المرآة هي الأخت وهي الزوجة وهي المعلمة وهي الطبيبة وهي الراقية برقي طبعها وجمال وطهر مشاعرها.
و أوصى نبينا الكريم بالنساء عندما قال رسول الله ـ صلى الله علية وسلم ـ (أستوصوا بالنساء خيراً) وهناك الكثير من الأحاديث التي تدل على عُلو شأن المرآة في الإسلام، لكن ما أوصى به الإسلام شيء وما يحصل في مجتمعنا اليمني شيء آخر، فما يحدث من إنتهاكات لحقوق المرآة اليمنية لا يقره دين ولا شرع، ولذا يلزم علينا كشباب ومثقفين أن نقف بشدة أمام ما تتعرض له المرآة اليمنية من انتهاكات جسيمة، تقشعر منها الأبدان وتدمع عليها الأعيان.
في مقالي هذا.. لن أختزل مفهوم حقوق المرآة في مفهوم ضيق مثل حق قيادة السيارة أو الحصول على جواز سفر بدون إذن والدها، أو فتح مجالات عمل لا تتناسب مع طبيعة المرأة، لكنني سأتحدث عن جرائم يومية ترتكب بحق المرأة اليمنية، حقوق مُستلبة من المرأة في مجتمعنا اليمني، امرأة معلقة لسنوات طوال هجرها زوجها،امرأة مطلقة تمنع من رؤية أطفالها، أمرآة تضرب وبقسوة من زوجها ولا حول لها ولا قوة لا تجد من ينصفها، فتيات يتزوجن من رجال بأعمار آبائهن ويُدمر مستقبلهم بهذا الزواج، كم من فتيات حُرمن من ميراثهمن، فتاة حصلت على تقديرات عالية في الثانوية العامة وتحرم من دخول الجامعة بسبب عقلية أسرتها المتحجرة، طالبة جامعية تكتب الشعر والنثر وتنشر إحدى كتاباتها باسمها في صحيفة رسمية فتقوم الدنيا وتقعد لأنها نشرت اسمها في صحيفة و تتهم بجلب العار لإسرتها، زوج يدفع بزوجته لتعمل خادمة في المنازل لكي تسد رمق فمه بتدبير تكاليف الولعة (القات والسيجارة)،أخ يعارض تسجيل أخته في برنامج الماجستير لكي لا تكون أفضل منه في المستوى التعليمي، كم وكم هي الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية.
قضية الساعة هي قضية رجاء الحكمي.. تلك المسكينة التي دافعت عن شرفها من وحش كان يريد المساس بعفتها، فهل هناك من سينصف تلك البريئة التي ستُعدم لأنها دافعت عن عفتها وشرفها، هذه القضية فعلاً هي وأد للمرآة وبالقانون ـ بحسب تعبير الكاتبة الرائعة/ منال الأديمي ـ فهل الإعدام هو جزاء كل من تدافع عن شرفها.
 أين المنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة عنها أين شعبنا الغيور على نسائه، الضحية اليوم رجاء غداً، قد تتكرر المأساة و تكون الضحية في أي أسرة يمنية، أقولها بكل صراحة إعدام رجاء بتهمة الدفاع عن الشرف هو عار لليمنيين ككل، لقد خرج الشعب إلى الساحات رافضاً للظلم و حالماً بالعدل، فهل من العدل أن تُعدم رجاء، أذا كان هذا هو العدل المنشود فسنمضي رافضين لهذا العدل الذي يُجرم المجني عليه وينصف الجاني.

من واجبنا تجاه المرآة أن ننادي برفض حرمان المرآة من التعليم، لا لحرمانها من الميراث، لا للعنف ضد المرآة، لا للزواج المبكر، لا و ألف لا لم لا يحترم المرآة، لا لإعدام رجاء بتهمة الدفاع عن شرفها..
 من لا يعرف قدر المرأة أقول له هي الحنان والعطاء والجمال والنقاء،الإخلاص والوفاء،الطهر والصفاء، العظمة والكبرياء، هي الحياة والخجل، وهي من صنعت مجد العظماء، المرآة مخلوق عظيم تستحق منا كل تقدير و احترام، فلولاهن ما كنا.

 Alfadool_2012@hotmail.com