إن هذا المثل ينطبق على واقع الأمة الإسلامية اليوم لأن المسلمين كانوا أسياد العالم وكان لهم الهيبة والمنعة في عصر من العصور المتقدمة وكانت جميع الدول في ذلك العصر تسعى إلى التودد وتقديم الشيء الحسن للدولة الإسلامية لأن الحضارة الإسلامية وما تحمله من قيم ومبادئ أخلاقية جعل لها هيبة ومنعة وكانت مأوى لكل المظلومين ومثل الشجرة المثمرة التي يستظل تحت ظلها الخائف ويأكل من ثمارها الجائع وكان المظلوم يلجأ إلى الدولة المسلمة لكي تعينه وتعيد له الحق من ظالمه حتى ولو كان ذلك الحق لدى أي دولة ولو أدى ذلك إلى حروب لأن الإسلام يعتبر أن الضعيف قوي حتى يؤخذ الحق له وأن القوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه سواء كان مسلماً أو غير مسلم.. إننا اليوم ـ وبعد سقوط الدولة العثمانية تقسمت الأمة الإسلامية إلى أشلاء لا تنفع لشيء وصرنا عبيدا لأعداء الأمة الذي سعوا إلى تقسيمنا تقسيماً استعمارياً وحسب رغبتهم ووفقاً لما يرونه ويتماشى مع سياساتهم و مصالحهم.
إن هذه الدويلات الإسلامية التي سميت وفقاً لرؤى استعمارية مقيتة لا تخدم أبناء الأمة الإسلامية بشيء وتخدم أعدائها وحكام العرب والمسلمون اليوم يسعوا إلى التخلف والانحطاط في الإعلام وفي التعليم والأمن بنشر الخوف والجوع وترك الشورى العدل السلام ترك التكافل الاجتماعي وإفقار الأمة وتشتيت أفكارها وفقا لما تراه الدول الاستعمارية والتي وضعت حكاما لهذه الأمة مطيعين لما تملية عليهم الدول الاستعارية أن بحارنا ومياهنا الإقليمية محتلة بالأساطيل والبوارج الحربية التي تهددنا العالم الإسلامي صباحا ومساء بالإضافة إلى القواعد الحربية المتواجدة في عالمنا الإسلامي أن شباب الأمة الإسلامية بحاجة إلى مراجعة حساباته حول ذلك وتوعية الجيل الناشئ إيران هذه الأيام شغلت الأمة عن أهدافها الإسلامية بفكرهم الذي يخدم أعداء الأمة المحمدية وإن العالم اليوم قد وصل في العلوم وتكنولوجيا وعلم الفضاء والبحار وغيرها من العلوم التي تخدم البشرية وكل كائن حي على وجه المعمورة ونحن كأمة إسلامية منذ ألف وأربعمائة عام ندور في مبطلات الوضوء وفي منقضاته وفي من تكون الخلافة وعن حروب جرت قبل ألف عام ومن هو على الحق ومن هو على الباطل واتجه معظم علماء الأمة كحكام كل يحكم على هواه وكأنهم سوف يقيمون الحساب ويقيمون العقاب والعدل في حروب مضت لها أكثر من ألف سنة والحساب والعقاب على الله أما نحن فلسنا إلا بشراً والحكم والحساب على الله الواحد..
الأحد إن على الأمة اليوم أن تنظر إلى مستقبل الشباب الصاعد إلى روح الحرية والعزة والكرامة، إن الأمة غنية برجالها ومفكريها وعلمائها ومخترعيها ولكن حكام العرب والمسلمين غير راضين على تلك العقول المستنيرة لأنهم لا يريدون أن يغضبوا من ولاهم رقاب الأمة.. إن على الشباب والجيل الصاعد المستنير بنور الحرية والعدل والأمن والشورى والكرامة والعزة للبشرية كافة والمتطلع إلى تعاليم الإسلام الحنيف أن يربي الأجيال الناشئة تحت مضلة النفوذ الاستعماري الغير مباشر لهذه الأمة تربية دينية بعيدة عن الغلو والتطرف ويوضح للشباب أن سيادة الأمة تنتهك في كل يوم بطيران أعمى لا يقود البشر.. وغلطاته كثير، في الأبرياء ولا يفرق بين طفل أو امرأة أو بين شاب وشيخ كهل.
إن العالم وضع المسلمين حقل تجارب لمنتجاته ومخترعاته من الأسلحة المدمرة للبشرية وغيرها من المنتجات وكان أبناء الأمة الإسلامية مزارع فيران في نظرهم.
أن ثورة الربيع العربي أعادت للأمة شيئاً من الكرامة الإنسانية والعزة والمجد لحريتنا التي نهبت من قبل أعداء الأمة، إننا بحاجة إلى مواصلة المشوار حتى تكتمل العزة والكرامة للشعوب العربية والإسلامية بدل الذل والمهانة التي نعيشها ويعيشها أبناء الأمة العربية والإسلامية في القرن الواحد والعشرين.. إن الذلة والمهانة للشعوب العربية والإسلامية ونهب ثروات الشعوب الإسلامية من قبل إعدائنا وبنو اقتصادهم من أجل تركيع الأمة المحمدية التي ظلت حاكمة العالم لعدة قرون مضت والآن حان القضاء يا من عليه ديون ولكن القضاء أخذته الدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر وكفى الأمة العربية والإسلامية الذل والمهانة.
الشيخ عزيز بن طارش سعدان
من كان أبوه يظلم الناس.. 1841