يحتفل اليمنيون اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك الذي أقبل على اليمنيين في ظروف متحسنة إلى حد ما سياسياً واقتصادياً بالنسبة للعام الماضي ، لكن يأتي العيد لترافقه متطلبات تنهك المواطن اليمني، متطلبات العيد كثيرة منها كسوة العيد للأسرة، ومصاريف الأضحية، حلويات، العاب للأطفال، حينها يصاب المرء بالذهول من ارتفاع الأسعار المستمر ودون وجود ضوابط لهذه التقلبات المستمرة، واستغلال التجار لهذه المناسبة لتحقيق مكاسب خيالية على حساب المواطن المغلوب على أمره.
في السنوات الماضية كان المواطن البسيط يعتبر أضحية العيد حلم يسعى إلى تحقيقه في أول أيام عيد الفطر المبارك، أما الآن فالمواطن يحلم بتوفير كيلو واحد من اللحم نظراً للارتفاع المتزايد في سعره، فسعر الكيلو اللحم في بعض المناطق يصل إلى 2500 ريال ناهيك عن سعر الدجاج الذي يصل إلى 1000 ريال للحبة الدجاج، حتى أن سعر البيض يصل إلى 40 ريال للحبة الواحدة، فأين هي حكومتنا وأين الوزارة المعنية وأين هو التغيير المنشود الذي خرجنا إلى الساحات من أجل تحقيقه.
حتى فرحة الصغار لا تكتمل في هذا العيد، فلكي تكتمل فرحتهم لابد من تغطية وتحقيق فرحتهم تحتاج إلى مصاريف باهظة، الصغار أيضا يعانون في هذا العيد فالموظف الذي راتبه 35000 ألف قد يكون لديه ثلاثة أطفال وكل طفل قد تصل كسوته إلى 10000 ريال حتى الزوجات يعانين هذه المعاناة لكن صبر المرأة اليمنية لا يقارن بالنسبة لنظيراتها في البلدان الأخرى، أما الموظف فلا يكترث لشراء احتياجاته نظراً للأعباء التي يتحملها حيث لا يستطيع أن يؤمن كل ما تحتاجه أسرته من مأكل ومشرب وملبس، حينها يصبح المواطن تعيساً في هذا العيد السعيد.
أحد موظفي الدولة يدعى صالح حسن يقول لا أستطيع أن أوفر كسوة العيد لأبنائي وليس هذا وحسب بل أضاف أنه يحلم بأن يوفر ثمن 3 كيلو من اللحم للغداء في الثلاثة الأيام الأولى في عيد الأضحى المبارك، شخص أخر يقول أمنيتي أن أرى طفلي يلبس الجديد من الثياب، كم هي بسيطة طموحات المواطن اليمني.
ارتفاع الأسعار وعدم توفر القدرة الشرائية للمواطن هو أحد الأسباب الأساسية للرشوة وتفشي ظاهرة الفساد، أذا أردنا أن نكافح الفساد فعلينا أن نقضي على جذوره، مكافحة الفساد ليست شعارات وهمية ننادي بها، إنما تحتاج لخطط وسياسات وإجراءات لكي يتم الحد من تفشي ظاهرة الفساد، الفساد أيضاً يمارس عندما لا نجد رقابة حكومية صارمة تجاه من يتاجر بأقوات المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة في هذه البلاد.
في مجتمعنا اليمني كل شخص يفكر بنفسه وقاعدة ( نفسي نـفسي ) هي السلوك الظاهر للعيان في هذا العيد، في العيد السعيد علينا أن ننظر لمن هو محتاج للمساعدة، في هذا العيد يجب علينا أن لا ننسى المحتاجين حتى وإن نستهم الحكومة. في عيد الأضحى لابد أن نرفع هذا الشعار (في عيدنا لازم نشعر بغيرنا).
ALFDOOL_2012@HOTMAIL.COM
*رئيس ملتقى الفضول الثقافي
خالد وليد الفضول
العيد السعيد و المواطن التعيس 2056