الحديث عن بحث المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مع الدول الفاعلة دوليا وإقليميا، إرسال قوة حفظ سلام دولية إلى سوريا مكونة من ثلاثة آلاف جندي بمشاركة أوروبية هو حديث يناقض تصريحات الابراهيمي الى قناة العربية بأن "هناك حاجة إلى إطار سياسي أو وضع جديد في سوريا، وأن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن خيار إرسال قوات دولية إلى سوريا" ، واصفاً إياه بأنه" يمثل فشلاً للعملية السياسية".
وبحسب التفاصيل المعلنة، فان مهمة القوات الدولية ضمان أي وقف لإطلاق النار يتم التوصل إليه بين بشار الأسد والمعارضة .

هل يمكن ل 3 الاف جنديا مهما كانت جنسيتهم ، أن يوقفوا اطلاق النار ذلك اذا افترضنا تذليل الصعوبات المؤسساتية التي ستعترض هذا القرار في مجلس الأمن والصعوبات اللوجستية على الأرض اضافة الى تجاوز المخاوف على هؤلاء الجنود ، مهما حملوا من جوازات أوروبية وليست أميركية أو بريطانية....،من استهدافهم من قبل الموالين للنظام وبعض المتشددين في سوريا ؟.

وهل أتى الابراهيمي الى المنطقة وقطع اجازته وتغمد مهمته ليبحث حلا سياسيا من المعروف انه سيصطدم بتعنت النظام ثم ليبحث ارسال قوى دولية كان نفسه هو من يرفضها ويعتبرها من الوسائل العسكرية ، وهي شاء أم أبى شكل من أشكال التدخل العسكري الذي أكد أنه لن يكون؟ ، كما انه لن يتمكن من الصاقها بملف المنطقة العازلة او الامنة مهما حاول تزيينها لانها من حيث المهمة ستطيل بقاء النظام وتعيد الحياة الى جنوده الهاربة فزعا أمام تقدم الجيش الحر .

هل جاء الابراهيمي ليقدم أفكارً كانت قد اقترحتها قطر مطلع العام الحالي حيث طرحت ارسال قوات عربية ودولية الى سورية ليقف أمام هذا الطلب رفض مزدوج من موسكو ودمشق ثم كرر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امام الهيئة العامة للأمم المتحدة في 26 أيلول الماضي طلب ارسال قوات عربية دون أن يسمعه أحد ؟!.

هل جال الابراهيمي في المنطقة ليبحث مع من يعتقدهم أطراف الحل بندا لارسال قوات لم تطبق الا بين دولتين باستثناء مالي ليثير قلق الخطوة الأولى باتجاه تقسيم سوريا؟.

ان هذه الأفكار التي يقدمها الابراهيمي ان دلت على شيء فهي أنه فشل في مهمته ويعود بخفي حنين دون نتيجة الا التسويف والمماطلة والجولات المكوكية التي تقاطع جولات سابقه كوفي عنان دون حلول تذكر ، ليستمر قصف وقتل النظام للمدنيين ولتتزايد أعداد الشهداء يوميا مع أن الابراهيمي شدد يعرف معاناة الشعب السوري وأبدى تعاطفه معهم الا انه كان مجرد تعاطف.
العربية نت