رد على مقال العميد/ محسن خصروف ..
الملتقى الوطني العسكري صنيعة وطنية لا صنيعة أحد
فاجئنا الفندم /محسن خصروف في صحيفة "أخبار اليوم" بتاريخ ٤/ ١٠ / ٢٠١٢م الذي نكن له كل احترام وتقدير من خلال ما نسمع عنه من وطنية ومواقف تكفيني شخصياً لاحترامه وتقديره خصوصاً مواقفه الثورية، رغم أني لا أدعي وكثير من زملائي في الملتقى الوطني العسكري أننا ثوريون وذلك لأننا لم نشارك في الثورة الشبابية والشعبية المباركة التي نؤمن بها وكان لنا تحفظ حول بعض القضايا والتي تعاني منها الثورة اليوم والشعب والشباب من اختطاف لثورتهم، التحفظ الذي كان لنا هو حول المسائل التي أتاحت الفرصة للنظام السابق أعادت إنتاج نفسه من جديد وكذا هي نفسها التي أدت إلى إعادة إنتاج نصفه الآخر بصورة ثورية وهي نفسها على ما أظن التي يعاني منها أخونا العزيز كما فهمت في آخر مقاله الذي فاجئنا به والمفاجئة التي لم نكن نتوقعها منه شخصياً هي اتهامه لنا بأننا صنيعة من صنائع النظام السابق وكنا نتوقع مثل هذه التهم تأتي من أطراف الصراع أنفسهم، لأننا علي يقين من أنفسنا أننا لسنا صنيعة احد وأننا صنيعة الهم الوطني الذي يؤرق كل يمني غيور على بلده ومحب لوطنه وللعلم أن هذه التهمة لم تؤلمنا أبداً ولكنها مفاجئة من شخص مثله نكن له كل احترام وتقدير، حيث أننا بعد قراءة مقاله قررنا زيارته إلى منزله وقد زاره بعض الزملاء ولم نكن نرغب حتى في الرد لكي لا نضيع أوقاتنا في المهاترات.
وعلى كل حال فالحكم كان مفاجأة منه والمؤلم في الحكم هو الحيثيات التي بنا عليها أخونا اتهامه ومن ثما حكمه والذي دفعه إلى مغادرة فعاليتنا بعد السلام الجمهوري مباشرة ولم يسمح لنفسه حتى بالجلوس ليتمكن من الحكم علينا بروية وقوة ليقدم على الأقل للإخوة الطيبين وحسني النية من زملائه ولكافة من يريد إقناعهم بالتهمة التي كنا نتوقعها من غيره.. وهنا أطرح سؤالاً هل صار من المستحيل حتى لدى زميلنا أن توجد نخبة مستقلة فعلاً؟ فلو كان اتهام الزميل لنا من خلال أدبياتنا التي حددنا فيها أهدافنا أو من خلال الكلمات التي قيلت في فعاليتنا والتوصيات التي صدرت عنها أو من خلال معطيات واقعية، علماً أن الملتقي ما يزال في بدايته الأولى والتي لا تؤهل حتى لاتهامه، ناهيك عن الحكم عليه.. لو كان الأمر كذلك لما كان عندنا أي ألم ولكن الألم الذي وقع علينا ليس منك أخي العزيز وإنما عليك، لأنك اتهمتنا وحكمت علينا وأنزلت حكمك في الصحيفة وكان حكمك بحيثيات ظنية وحكمت حكماً مستعجلاً ولم تكلف نفسك حتى بالتواصل مع الزملاء الطيبين الذين استغلوا كما ذكرت ولو أمعنت النظر لتبين لك أمر خطير..
وذلك أن حيثياتك تؤكد التالي: مدى القوة والتجاوب من قبل النظام السبق في محاولته اليائسة في إنتاج نفسه من جديد، عِلماً أننا دعونا كل القنوات في الساحة الوطنية والتي تجاوبت هي مارأيتها وبنيت اتهامك وحكمك علينا ومن خلالها والشخصيات التي حضرت هي التي رأيتها، علماً أننا دعونا الكثير من الشخصيات من مختلف الأطياف، لأننا في الملتقى حددنا إستراتيجية في عدم تحديد موقف من أحد ماعدا أطراف الصراع والانقسام بشخوصهم فحسب ولوتسنى لنا حضور جميع قيادات الوطن لرحبنا بهم جميعاً ماعدا أطراف الصراع بشخوصهم وحتى أطراف الصراع والانقسام العسكري لو أرادوا الانضمام إلى الملتقى فلا مانع لدينا إذا التزموا وتعهدوا بما آمنا به في الملتقى وحينها كذلك لو حصل منهم هذا لخرج الوطن من محنته هذه، ولكن هذا مستحيل أن يحدث منهم لأنهم يرون أنفسهم أكبر من الوطن..
ولكن الممكن أن يتحد ويلتحم المحبون للوطن تحت هدف سامٍ لإخراجه مما هو فيه ولكن الحضور الذي أزعجك يؤكد أن المحبين للوطن من الطرف الذي لم يرق لك أكثر من الذين يروقون لك، لأننا في الملتقى دعونا جميع الأطياف وجعلنا إستراتيجيتنا من جميع الأطياف.. إننا لسنا مع أو ضد أي طيف من أطياف المجتمع اليمني وإلا كيف يمكننا أن نكون ملتقى للجميع إن أرادوا وحتى في الفسبوك جعلنا الدعوة عامة للجميع والمؤلم فعلاً هو عدم حضور من يروقون لك، أما من حضروا ممن لم يروقوا لك فلهم جزيل الشكر والتقدير شخوصاً وأفراداً وقنوات فضائية وإعلاميين، لأنهم أولاً يمنيون وثانياً جاءوا في ظل فعاليتنا ولم يكن الملتقى في ظل احدٍ كما تصورت، بل كنا جميعاً في الفعالية نحن ومن حضر في ظل الوطن وكان الملتقى بأهدافه الرائدة ومبادئه الحقة صاحب المبادرة التي تحتاج لمساندة الجميع خصوصا الصادقين والوطنيين وقد دعونا لكثير منهم وكنت مشكوراً بحضورك ولكن غيرك من الوطنيين والصادقين كما نحسبهم لم يكلف نفسه حتى حضور السلام الجمهوري والخروج سريعاً كما فعلت، فهل أدركت أخي العزيز الخطر الذي يهددنا هو تلك المواقف المسبقة من كل ما هو جميل في الوطن من قبل الوطنيين والطيبين والمخلصين والانغلاق على أنفسهم وبالمقابل الانفتاح والمرونة من قبل النظام السابق الذي يحاول إعادة إنتاج نفسه.
وفي الختام: أهدافنا هو ما يُحكم علينا بها، أدبياتنا هي ما تكون لنا وعلينا وأخيراً عملنا في الواقع هو الحاكم علينا تمنياتنا أن تكون كما نأملك عوناً لنا لتحقيق أهدافنا التي بين يديك ونطالب بتحقيقها ورقيباً علينا، إن وجدت فيما نقوم به إساءة ً للوطن أو محاولة لإعادة إنتاج النظام السابق، أما أن تحكم علينا من خلال غيرنا فهذا ما لا نرضاه لك، لأنك في نظرنا اكبر من هذا ونحن نمد أيدينا لك ولجميع الخيرين في الوطن للعمل على:
١- تعميق الولاء لله تعالى ثم للوطن في صفوف منتسبي القوات المسلحة والأمن.
٢-العمل علي إزالة الانقسام من المؤسستين العسكرية والأمنية.
٣-مساندة ودعم القيادة السياسية المنتخبة من قبل الشعب المتمثلة في فخامة المشير / عبدربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية ـ إيماناً منا بصدقه وجديته في إخراج البلاد إلى بر الأمان وحاجته إلى مساندة شعبية، كما يحضى بدعم دولي.
٣-تحقيق الحيادية للقوات المسلحة والأمن وإبعادهما عن أي صراع سياسي وجعلهما في سياق عملهما الصحيح الذي هو حماية السيادة الوطنية وحراسة العمل بدستور وقوانين البلد من أي تلا عب كما جرى في العقود الأخيرة من عمر ثورتي سبتمبر وأكتوبر وجعل المؤسستين محققتين للاستقرار الوطني ومشاركتين في عملية البناء والتنمية الوطنية.
٤-تفعيل وتنفيذ وتحديث قانون الخدمة في القوات المسلحة والأمن على أرض الواقع بما يكفل ويحقق لمنتسبي هاتين المؤسستين حقهم في العيش الكريم ويؤهلهم للقيام بواجباتهم على أكمل وجه.
هذه وغيرها من الأهداف التي حددناها وآمنا بها، هل فيها ما يشين أو يُعيب يا أخونا العزيز؟ مستعدين كما ذكرت لك لقبول النصح والتعاون إن رغبت، لأن هذه الأهداف هل يمكن لها أن تتحقق لأننا أعلناها فحسب أم أنها تحتاج إلى التفاف حولها من قبل الجميع خصوصاً الخيرين أمثالك.
المجد والخلود للشهداء من أرووا بدمائهم شجرة الحرية التي ننعم بها اليوم والعزة والنصر للوطن المعطاء والشموخ لمن يرى الشموخ في بناء الوطن والخزي والعار لأعداء حرية الشعوب.
* رئيس لجنة الرقابة والتفتيش بالملتقى.
العقيد/وليد صالح عبد الله عياش
رد على مقال العميد/ محسن خصروف .. 2294