إن من نافل القول وما لا يختلف عليه اثنان أن الشهيد البطل/ إبراهيم الحمدي معجزة تاريخية أضاءت جنبات التاريخ اليمني في مسار البناء والتغيير ومشروع الدولة المدنية الحديثة.. لا يخطر اسمه على بال أحد وإلا وتبادر في ذهنه معنى المواطنة المتساوية والعدالة السامية..
وهاهي الذكرى في الأليمة قلوب اليمنيين تخيم في سماء الوطن من جديد، تتزامن مع أحداث الثورة الشبابية التي تعد امتداداً لمشروع التغيير والبناء الذي جسده الشهيد البطل في قلوب الوطنيين، بل هي امتداد للثورة التصحيحية التي قاد حراكها هذا المناضل في العصر الذهبي من تاريخ اليمن.
الحادي عشر من أكتوبر 77م هو اليوم المشؤوم.. اليوم الذي اغتالت فيه يد الإجرام الآثمة مشروع الدولة المدنية الشهيد إبراهيم محمد الحمدي.. وهانحن اليوم ندفع الثمن باهظاً، ثمن الخنوع والاستكانة إزاء تلك الأيادي الدنيئة التي أطلقها أعداء الحياة والتغيير، مستهدفين هامة وطنية أعادت روح الاعتبار للوطن أرضاً وتاريخاً، وبعد ثلاث وثلاثين سنة عجاف ها هو المارد اليمني قد شب عن الطوق، تاركاً وراء ظهره حياة الإذلال والمهانة مشرئب الأعناق إلى بناء الحلم الذي غاب في دهاليز السياسة بفعل نظام سام الوطن وأبناءه ويلات القهر والاستبداد.
إن الحشود المهيبة من أبناء الشعب التي خرجت اليوم مطالبة بالقصاص لقتلة زعيم الأمة الراحل، لتعبر بما لا يدع مجالاً للشك أن السنة الكونية والعدالة السماوية تشق مسارها نحو إظهار الحقيقة المغيبة ردحاً من الزمن وتكشف القناع لهذا الشعب المغلوب على أمره من هم أهم أعداء الحياة ومن الذين اغتالوا حلمه باغتيال شهيد الوطنية والتغيير إبراهيم الحمدي، فالعدالة آتية طال الدهر أم قصر وإننا بذلك لموقنون.
أما أنت أيها الشهيد الخالد فستبقى عطراً في ذاكرة التاريخ وقبراً يسافر في السماء، ستبقى أنت الوطن وأنت الإنسان، فسلام عليك يوم ولدت رسولاً للتغيير هذا، الوطن وصانعاً حلمه والسلام عليك يا إبراهيم يوم اغتالتك أيادي الإثم والإجرام، سلام عليك يوم تبعث حياً، ولا نامت أعين الجبناء.
إضاءة:
قسماً لن نقبل عزاءك أيها الشهيد الإنسان والقائد حتى تقر أعيننا بمحاكمة عادلة لمن دنسوا دماءك الطاهرة بأيديهم الملوثة.
أ. منصور عبدالحميد
في ذكرى شهيد الوطنية والتغيير 1691