عدن.. يا ثغر اليمن الباسم وزهرة البحر العربي ما الذي يجري؟ وماذا يراد لك؟ ولماذا أنت يا عدن؟ وهل أصبحت يا عروس البحر وكراً للعصابات؟ لماذا تُغلِقُ المحلات التجارية أبوابها في بعض مدنك في وقت مبكر وأنت التي عودتنا أن تسهرين مع هدير الموج تراقصين أنسام البحر حتى الصباح؟ لماذا لا نرى أبناءك كما عهدناهم يتسامرون على أرصفة الشوارع تحت أنوار الكهرباء وعلى الشواطئ الجميلة فباتوا يغلقون عليهم أبوابهم قبل أن تغلق القرى الجبلية أبوابها؟، لماذا تلعلع أصوات الرصاص في سكون الليل لتوقظ النائمين وتفزع الصغار الآمنين وأنت الهادئة التي لا تعرف حتى مزعجات الألعاب النارية فهل قدر لأهلك أن لا يهنأوا بنوم؟ من ذا الذي يريد لك أن تستبدلي رائحة الفل والبخور برائحة البارود؟ ومن ذا الذي يريد أن تكون سواحلك الجميلة ملتقى المجرمين والقتلة بعد أن كانت متنفس المكروبين وملتقى الأحبة؟.. بل كيف لأبنائك أن يستمعوا نداءه أو يطيعوه؟.
أسفي على عدن.. خوفي عليك أيها الدرة.. أمن أعدائك نخاف عليك أم من أحبابك؟ كيف.. بعد أن أتى من يزعم حبك ووضع الفل المزيف على جبينك وألبسك حلة عتيقة وأخرجك على الملأ ليشهدوا صدق حبه لك.. ولكن ما إن أفقت من حلمك الجميل حتى وجدت ذلك العقد المزيف والحلة العتيقة دُفع ثمنها من صندوق مدخراتك أضعافاً، وقد أخذ أكثر مما أعطى ولما ظهر زيف حبه عاد إليك بالانتقام. !!
وجاء آخر.. يزعم أنه يريد تحريرك فكان أول ما حررك منه هو هدوءك ونظامك الذي تعيشين ومزق حلتك المهترئة التي أبقاها لك الأول..
إني أخاف عليك إن لم تستطيعي إيقاف مهازلهم وألاعيبهم.. أخاف على هوائك العليل من نتن المناطقية، وعفن الأحقاد،وعلى ثغرك الباسم من سموم الطائفية البغيضة، أخاف أن تعيث فيك السباع أو تحوم حول جثتك النسور، أخاف أن تتقاطر إليك أفواج المجرمين من اللصوص والقتلة وقطاع الطرق فتصبح ممتلكاتك ((فيداً)) للنهب، وبيوتك عرضة لهتك الأستار، أخاف أن تصبحين ساحة لتصفية الحسابات،سيأتون إليك بالنار والدمار وقد تركوا ممتلكاتهم وأهاليهم وبيوتهم في مأمن في مكان بعيد والضحية أنت، جمالك، ممتلكاتك، أبناؤك.. ألا ترين ما حل بالجارة (( أبين ))..فهل تفهمين؟..