في الصيف الماضي تم إرسال "سكربيت" إلى طاقم الممثلين المختارين لفيلم تبدو أحداثه أنها تتكلم عن حياة المصريين منذ ألفي عام وذهب مخرج الفيلم والذي يدعى "سام باسيلي" إلى أبطال الفيلم على أنه مصري وكان يتحدث العربية أمامهم لإقناعهم، لكنهم عرفوا بعد ذلك أنه إسرائيلي، وكان هناك في موقع التصوير رجال بشرتهم داكنة يشبهون المصريين، وكانوا يتحدثون العربية مع باسيلي.
ولعبت سيندي غارسيا من كاليفورنيا، دور والدة إحدى الفتيات التي من المفترض أن يتزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفقاً لسيناريو الفيلم، وأنه إمعاناً في خداعها لم يذكر السيناريو اسم النبي محمد، وقالت "خلال التصوير والحوار الذي كان يدور بين الممثلين لم يكن هناك اسم النبي محمد نهائياً، بل كان الشخصية الرئيسية في الفيلم يسمى "مستر جورج".
وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم تمت عملية مونتاج كاملة علي الفيلم بحيث تم خداع العاملين بالفيلم، حيث دللت جارسيا على الخداع الذي تعرضت له بجملة لها في الحوار عندما كانت تتحدث مع زوجها في الفيلم والذي أراد إرسال ابنتهما للنبي محمد، ليتزوجها وفقاً لما جاء في الفيلم، وكانت الجملة التي قالتها أثناء اعتراضها "هل إلهك طفل مثلها (البنت)؟"، لكن الجملة التي سمعتها في الفيلم كانت مختلفة حيث جاءت "هل محمد طفل مثلها؟" وأكدت أنها لم تقل هذه الجملة إطلاقاً.
وبعد تصاعد الموقف حاولت جارسيا فهم ما يجري، واتصلت بالمخرج باسيلي لتعبر له عن استيائها وغضبها وتطالبه بتفسير، وسألته "لماذا فعلت هذا؟"، فجاء رده أنا متعب، من قتل المتشددين الإسلاميين لبعضهم البعض، وأريد منك أن تخبري باقي الممثلين أنه ليس خطأهم.
وأضافت "لم يفارقني الشعور بالذنب مما حدث، وسأرفع قضية على المخرج والقائمين على الفيلم".
وفي هذا السياق أصدر أكثر من ثمانين ممثلاً وعاملاً ممن شاركوا في الفيلم بياناً تنصلوا فيه من الفيلم، وأكدوا أنهم تعرضوا للخداع والتضليل.
لقد تعرض الأميركيون العاملون بالفيلم للخداع وتنصلوا منه، أما نحن فقد صدمنا وهالنا أن يقدم صناع تلك الخطيئة المسماة فيلماً على الإساءة إلى نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والغريب أن يتم ذلك في دولة كأميركا تدعي أنها تساعد وتساند القضايا الإنسانية، بل وكانت هناك محاولات حثيثة مؤخراً لإزالة أي ضغائن من قلوب الشعوب العربية تجاه أميركا ومواقفها المتخاذلة، بل المحاربة دائماً للحقوق العربية وكان الربيع العربي، فرصة لتتغلغل الولايات المتحدة الأميركية داخل شرايين المؤسسات السياسية الرسمية العربية، خصوصاً تلك الحكومات التي أتت بثورات شعبية عارمة لدرجة أن فصيل كالإخوان المسلمين فتح ذراعيه لأميركا وللمسؤولين الأمريكيين، وهم على وفاق تام مع الرئيس محمد مرسي وتغيرت النظرة إلى العلاقات المصرية الأميركية، فبعد أن كنا نهاجم علاقة أميركا بنظام مبارك أصبحنا، ندافع عن علاقتنا بها، بل ونسعى لتوطيد تلك العلاقة وكنا على وشك تحويل الزواج العرفي بين مصر وأميركا في عصر مبارك إلى زواج رسمي على يد مأذون شرعي في عصر الدكتور مرسي..
ثم نفاجأ بفيلم أقل ما يوصف أنه عمل بذيء لا يستحق إلا أن نلقيه في مزبلة العنصرية وازدراء الأديان أن الفتنة كانت نائمة لعن الله من أيقظها ولا تلوموا المسلمين على ردود أفعالهم (رغم أننا قد نختلف في وسيلة الرفض والاعتراض) إلا أن الشباب المسلم يمكن أن يتحمل أي شيء إلا أن يمس رسولنا الكريم أو يساء إليه.. إن الطريقة التي تم الإعداد للفيلم بها تدل على أنها مؤامرة وأن الغرض دنيء وخسيس وأن الغاية حقيرة..
لقد ترك هؤلاء كل قضايا الكون، بل تركوا عبدة الشيطان وعبدة البقر و...إلخ ولم يشغلهم سوى الإساءة لخير البشر أجمعين أننا نريد أن نعيش في عالم يملؤه التسامح وتعمه المحبة (لكم دينكم ولي دين)، فلا تصارعني في عقيدتي مادمت لا أمس عقيدتك أننا نعرف قدر الرسل ونحمل للديانات السماوية نفس ما نحمله لديننا القويم أن قدر سيدنا موسي وسيدنا عيسى لدينا عظيم لذلك لا تؤججوا العالم وتشعلوها ناراً قد تأخذ الأخضر واليابس في طريقها.
أما انتم أيها الثائرون لنبيكم المدافعون عن دينكم ليكن احتجاجكم نابعاً من تعاليم الدين الإسلامي، فلا ضرر ولا ضرار لا نريد أن نرسم صوره قد لا تليق بإسلامنا ولا نريد أن نصدر إيحاء أو نرسخ صورة ذهنية عن المسلم يحتج بها، أعدائنا علينا.. أيها العالم متى تصبح نظيفاً؟!.
× كاتب مصري
محمد زكي
فيلم يسيء إلى الإنسانية 2280