مازال الصومال يعاني منذ ما يقارب على العقدين من الحرب الأهلية والتي بدأت في العام 1991م بخروج نظام سياد بري من السلطة .والصومال مازال إلى اليوم يعاني العديد من المشاكل والأزمات التي مازال تلاحقه إلى اليوم، رغم كل التطورات المتلاحقة التي شهدها الصومال مؤخراً من انتخاب برلمان جديد وكذا انتخاب رئيس مدني لأول مرة في تاريخ الصومال الحديث، وكذا المصالحات التي تمت على أكثر من صعيد، وانتخاب الرئيس الجديد للصومال وكذا انعقاد مؤتمر للمانحين للصومال مؤخراً، فكل هذه التطورات المتلاحقة التي يشهدها، فهل ستعيد للصومال استقراره الذي فقده نتيجة للصراعات التي نشبت بين أبنائه والخاسر الوحيد في هذه الصراعات التي يشهدها الصومال هو الشعب الصومالي الذي راح ضحية لهذه الحروب البشعة التي افقده الصومال الشقيق الاستقرار كباقي الدول المجاورة وهذا أذى إلى إنهاكه وتمزيقه في ظل المناحرات السياسية التي تشهدها الساحة الصومالية .مما اضطرا لشعب الصومالي الأعزل أن يعيش حالة من التمزق الذي يهدد وحدة تماسكه وأصبح الشعب الصومالي كله مهاجراً، نتيجة هذه الصراعات المتواصلة التي يشهدها الصومال .وأصبحت النتيجة الموت اليومي غرقاً في البحر أو الموت جوعاً نتيجة المجاعة التي تهدد الشعب الصومالي بكاملة.
ومع أن أي إنسان يألم اشد الألم لما يحصل لهذا الشعب المنكوب إلا التدخلات الأجنبية لصالح طرفاً ما ليست حلاً للقضية أنما يؤجج الصراع المتأجج أصلاً، فمتى يلتفت أطراف النزاع في الصومال إلى مصالح شعبه وإنقاذ بلادهم من زعامات ومليشيات المتقاتلة وإنقاذ الشعب الصومالي المطحون ولم شمله تحت دولة واحدة كل ما نأمله أن يعيد الرئيس المنتخب للصومال جمع أبنائه تحت مظلة واحدة, وأن يرفع عن الصومال الظلم الذي وقع فيه منذ أكثر من عقود، كما نتمنى من الجامعة العربية والأمم المتحدة والدول الإقليمية المجاورة للصومال تقديم يد العون والدعم حتى يخرج من حلقة الصراعات التي يدور فيها إلى اليوم والسؤال التي يطرحه الشعب الصومالي اليوم هو: متى يخرج بلدهم من حلقة الصراعات المفرغة؟.
aonalbhri@hotmail.com
عبدالله البحري
متى يخرج الصومال من حلقة الصراعات المفرغة؟! 2054