;
زايد منصور الجدري
زايد منصور الجدري

الحوار من أجل الاتفاق 1848

2012-09-13 02:27:48


يعتبر الاختلاف مع الآخرين في الآراء ووجهات النظر أمراً طبيعياً ومألوفاً ولكن ما ليس طبيعياً أن تجد من يختلف معك ليس لأن ذاك هو رأيه بل لمجرد رغبته في الاختلاف معك وعدم موافقته لأي رأي قد تطرحه، بل وربما لو حدث ووافقته في رأيه لعاد واختلف معك وخالف رأيه الذي رآه قبل أن توافقه عليه ومثل هذا الشخص لا يرفض رأيك بل يرفضك أنت.. ليست المشكلة في أنه غير مقتنع برأيك بل في عدم اقتناعه بك أنت وفي هذه الحالة لا تحاول إقناعه بل حاول كسب محبته لك لأنه يرفض رأيك لعدم محبته لك.
إذا أختلف الآراء فاعتقد أن من الضروري أن يسمع كل طرف رأي الآخر ويمنحه فرصة الحديث وتوضيح ما يراه لتقنعه في النهاية بما تراه أو يقنعك هو بما يراه، وهو ما يحدث في الحالات الطبيعية التي يوجد لدى أصحاب الآراء المختلفة الرغبة في معرفة الرأي المناسب والرأي الصواب، أما إذا كان كل طرف لا يعطي الطرف الآخر فرصة قول رأيه وتوضيحه ويقاطعه ولا يسمعه وتتعالى أصواتهما أثناء النقاش فإن هذا ليس من آداب الحوار والنقاش وليس من آداب الكلام وآداب الاختلاف في الآراء ووجهات النظر، من حق كل طرف أن يتحدث بما يرى ويعتقد وبما يريد ومن واجب الآخر أن يستمع وفي النهاية لكلا منهما قناعاته ورغباته في الاقتناع أو عدم الاقتناع.
إن من يقاطع الآخر ويرفع صوته أثناء النقاش إنما هو دليل على ضعف حجة من يقوم بذلك، ومادمت على حق فلا داعي لرفع صوتك، كما أن من آداب الحديث والنقاش أن لا تستهزئ برأي الآخر أو تسخر منه ومن آرائه ولا تتطاول عليه أو تسيء إليه بالألفاظ والكلمات الجارحة فلا يلجأ لهذا إلا من شعر وتأكد بضعف حجته وقوة حجة الآخر، لا تجعل من اختلافكما في الآراء معركة يجب أن تخوضها إلى النهاية وتتوهم أن اقتناعك برأي الآخر معناه هزيمتك في هذه المعركة، إننا حين نتحاور، نتحاور من أجل معرفة الحق والحقيقة، الهدف هو معرفة الحقيقة، وليس مهماً إذا كنت أنا أو أنت محقاً ومصيباً في رأيه ووجهة نظره. إذا كنت فعلاً تريد الحوار، دون أن تعتقد أن رأيك هو الحق وهو الصواب وترفض رفضاً قاطعاً مجرد التفكير أنك ربما تكون على خطأ ترفض كل ما قد يقنعوك أنك على خطأ لا تتعصب لرأيك ولا تتحمس كثيراً مهما اعتقدت أنك محق فيما تراه.
حاول أن تشعر بمن يحاورك وحاول أن تفهمه ثم حاول أن تنظر للأمور من الزاوية التي يراها وبعد ذلك وبعد التفكير والمقارنة بين ما تراه ويراه الآخر قم باتخاذ القرار المناسب على ضوء كل ذلك، أما أن يظل كل طرف ينظر للأمور من زاويته الضيقة دون النظر والاهتمام بالزوايا الأخرى فسيظل كلا منكما على ما هو عليه ولن تصلا إلى اتفاق أو نقطة مشتركة تلتقي عندها الآراء ووجهات النظر المختلفة التي يحملها كل طرف.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد