أنت تحترم شعوب وقادة الدول الغربية على سبيل المثال، لماذا؟ لأن الرئيس يصل عبر انتخابات حقيقية نزيهة ويكون الرئيس المنتخب معبراً عن طموحات الشعب وآماله ومصالحه ويدافع عنها داخلياً وخارجياً.
أنظر مثلاً كيف يهتز العالم عندما يعتقل أو يختطف أو يقتل أمريكي أو غربي في دولة عربية أو إسلامية أو أفريقية! تتحرك كل الصحف والمحطات والسفارات والحكومات وتصدر كل البيانات والتصريحات والتهديدات، ويرتجف الوطن العربي وحكامه في الأثناء!
أما حكامنا نحن العرب، فأغلبهم ممسكون بمقاليد الحكم لعقود طويلة ويورثونها لأبنائهم من بعد الاطمئنان لوصولهم إلى القبر، لا يهم إن كان الوارث الجديد أمياً أو جاهلاً بالسياسة أو شاباً طائشاً أو كهلاً مريضاً (يحتاج للرعاية) أو فاسداً عتيداً، أما الحكام الآخرون، على قلتهم، فإنهم يأتون بانتخابات مزورة (انتخابات الـ 99%) يقودها رأس النظام أو الحزب الحاكم وشلته من الانتهازيين والمنافقين و"الزعران".
أنظر مثلاً كيف كان البعض يقلل من شأن المصريين، كأفراد وشعب، أيام مبارك وينتهك حقوقهم، لكنك الآن بت تنظر للمصري باحترام أكبر في فترة قصيرة. لماذا؟! فلم يتغير شيء والمصري هو المصري، بخيره وشره.
الجواب هو أن لديه رئيس محترم فرض احترامه على شعبه ثم على الآخرين، الآن ماذا سيفعل المصريون عندما شعروا بأن لهم رئيس محترم يحترمه الآخرون ويستمعون إليه؟ سيلتفون حوله أكثر، ويعطون أكثر ويبنون أكثر ويضحون أكثر. لا يهمهم إن عانوا مرحلياً لأجل بلدهم، فهم استعادوا كرامتهم الشخصية والوطنية، واحترامهم لأنفسهم، واحترام الآخرين لهم عبر انتخاب ووجود رئيس محترم يدير شؤونهم.
ها أنت ترى حتى الدول تتسابق لدعم مصر والاستثمار فيها، ها هي قطر مثلا تودع 2 مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لدعم الاقتصاد المصري وتعلن بأنها ستستثمر 18 مليار دولار خلال السنوات الخمسة القادمة، ما كانت هذه الدولة، وغيرها، تفعل بالحماس ذاته أيام مبارك، تفعل ذلك بكل رضا وحماس لأنها تتعامل مع رئيس منتخب له احترام ويتمتع بمصداقية. دول أخرى عربية ودولية تفعل الشيء ذاته الآن لدعم مصر والاستثمار فيها.
كيف سيشعر المصري الآن؟! سيشعر بالرضا والتفاؤل والحماس وتزداد رغبته في العمل والبناء، سيشعر أن رئيسه المحترم فرض احترامه على الدول الأخرى، سيشعر بقدر أكبر من الاحترام تجاه نفسه ورئيسه، بصرف النظر عن اتفاقه أو اختلافه سياسياً معه.
إذاً، عندما يكون لديك حاكم محترم يقنعك كحاكم، فإنك تشعر بالاحترام تجاه نفسك وتجاه رئيسك وتفرض احترامك، كفرد وشعب، على الآخرين بالتالي، الحاكم هو نتاج وانعكاس وصورة للشعب. أما نحن في دول أخرى، خارج نطاق دول الربيع العربي، فنشعر بالنقص الآن! لماذا؟!
لأن ليس لدينا حكام منتخبون أو محترمون باختصار!
كاتب فلسطيني
عامر العظم
كيف يفرض الحاكم المُحترم نفسه على شعبه والآخرين؟! مرسي أنموذجاً 2765