;
عبد الجبار ثابت الشهابي
عبد الجبار ثابت الشهابي

هذا ما نريده ..... 1728

2012-09-02 02:54:40


سل أي مواطن؛ ماذا تريد؟ سيرد عليك: العدالة، النظام، القانون، الأمن، الأمان، التنمية، الأعمال، تحسين مستوى المعيشة.. وبالجملة سيرد عليك كل بلهجته, ومستواه, ومن كل الفئات, والمستويات: نريد يمناً متطوراً، ومزدهراً, وآمناً, يمناً يرتفع به الرأس إذا تفاخرت الأمم, ويطيب به الذكر ؛ إذا طربت المحافل.
وهكذا هم كل الناس.
 ولكن!! ماذا نعمل نحن في الواقع؟ لماذا تناقض الأفعالُ الأقوال، وتحولها إلى ثرثرة, وهذر للاستهلاك؟!
   وإذا أردتم ؛ فتعالوا معنا إلى محافظة عدن كمثل.. إنها منبع الوعي، وشعلة الثقافة, هذه المحافظة تشهد بقيادة محافظها المهندس وحيد رشيد ؛ جهوداً دؤوبة لإعادة الاعتبار لتأريخيها, وحضارتها وثقافتها العريقة, وهي بالفعل أهل لذلك ؛ فأين الناس من هذه الجهود؟ وما مقدار إيحابيتهم مع ما يجري داخل المحافظة في جوانب: الأمن, والإعمار, والنظافة؟ وإعادة الاعتبار لمحافظتهم التي عانت الويلات بسبب نظام صالح غير الصالح, الذي يكفي الجميع أنه حول ميناءهم إلى مقبرة للآمال, ومحافظتهم إلى قرية كئيبة مظلمة كما توعدها في عام 1993م يوم رمته الجماهير بالأحذية في منطقة القلوعة " الروضة "؟
المراقب المنصف لما يجري على صفحة الحياة في هذه المحافظة سيصاب إزاء ذلك, ولأول وهلة بخيبة أمل, وربما أصيب وهو يسمع الكثير عن السمعة الطيبة لهذه المحافظة الأبية بالكمد.
ونحن نقول هذا بكل أسى, وبكل أسف أرى أننا لا نجد أنفسنا مضطرين حتى لمجرد التعليل..
  لماذا ؟
   إن حامل السلاح المتجول به في الحارات لم يهبط من القمر !! والذي يستفز جنود الأمن بإطلاق الأعيرة أمام حراسات المنشآت, ويدفعهم للرد غير الصحيح ؛ لم يأت من جزر واق الواق, والذي يشعل صفحة الآفاق ليلاً ليعبر عن فرحته ؛ فيروع الآمنين, ويخيف الأطفال, ويقض مضاجع المرضى لم يأت مع " دوك فليد " أو "دراجمبول " من مجرة مجاورة, والذي يغلق الطرقات للتعبير عن مطالباته, ويعرض سيرورة الحياة إلى كابوس يومي مقيت, أو يأخذ الحجارة, ويرمي بها مع المخلفات في مناهل الصرف الصحي, والذي يحرض على تعطيل أعمال النظافة, ومراكمتها في الحارات, والشوارع لمجرد الابتزاز, واستغلال الظروف, وتلبية لرغبات أعداء الشعب اليمني ؛ كل هؤلاء هم من أبناء المحافظة, ولا نملك حق تجريد أحد من حقه في الانتماء.. هؤلاء لم يأتوا من المريخ.. كل شخص يريد تحقيق مصلحته ؛ ولو على حساب الآخر, أو على حساب حياة, أو راحة الآخر, وأنا أو " ما بعدي الطوفان " !!
    نحن نقول : إن وجود الغوغائيين أمر طبيعي في كل مكان, ولا ينقص وجودهم من حضارية أي بلد أو مدينة, لأن الأهم هو فعل أصحاب العقول الواعية.. فعل المثقفين, وأصحاب الاختصاصات, وكبار السن من أهل العقول والتجربة.. هذا هو الأهم, ولكن ؛ أين تأثير هؤلاء ؟
     إن المشكلة الآن تكمن في غياب دور هذه الفئة, أو اكتفاء بعضهم بممارسة دور الناقد, والمتفرج, وكأن هذا هو المطلوب, والمقدور عليه في هذه المرحلة, وكأن الأمر كله بيد المحافظ ؛ مع أن الكل يعلم أن المحافظ ما هو إلا موظف, أو فرد بيده سلطة, وأن هذه السلطة تحتاج لمنفذين, وداعمين, وآمرين وناهين من أهل الحل والعقد والسلطات الدنيا والوسطى ممن بيدهم مفاصل العملية التنفيذية وتفاصيلها.
   لذلك لابد من إدراك صحيح وواسع للحقوق والواجبات.. لابد من إدراك مهمة كل شخص في إطار المجتمع, وفهم ما له وما عليه, والاقتناع بالانطلاق صوب مهام بناء اليمن الموحد الديمقراطي, والمزدهر, ويكفي هذا البلد ما عانى منه من الفوضى, وحمل السلاح , والفساد والتخريب, والسلبية, والأنانية.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد