العسكر في بلاد العالم الثالث في العادة يقومون بالانقلابات على الحكم، لكن الرئيس المصري محمد مرسي عكس الآية، فأصبح أول حاكم مدني يقوم بالانقلاب على حكم العسكر!.
قرارات الرئيس محمد مرسي بإحالة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق سامي عنان، رئيس هيئة الأركان للتقاعد، وتعيينهما مستشارين لرئيس الجمهورية، فضلاً عن إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وتعيين قاض محترم مناهض لمبارك نائباً لرئيس الجمهورية، كل هذا كان بمثابة زلزال، أو قل عاصفة شديدة هبت على المنطقة برمتها، وليس مصر فقط.
تنوعت ردود الفعل على هذا الحدث الكبير، ولم نعدم من المصريين المناهضين للإخوان من وجده فرصة للاستمرار في التندر على مرسي، ولكن بانتباه أكثر هذه المرة، لأنه عرف أنه أمام رئيس حقيقي وليس «استبن» كما يقول المصريون.
ردود الفعل المذهلة كانت خارج مصر، كما هي داخلها، وخاصة من الكيان الصهيوني، القناة الثانية قالت إنه يوم سوداوي آخر وصفعة لم تكن تل أبيب تتوقعها، أما القناة العاشرة، فقد وصفت قرارات مرسي بأنها خطوة غير مسبوقة، بل قالت إن إقالة عنان «صفعة» لأمريكا.. وأن الإخوان يشعرون بثقة كبيرة، معاريف قالت إن الرئيس المصري مستمر في اتخاذ " خطوات جذرية"، أما موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي فوصف قرارات الرئيس بـ" دراما في القاهرة تكمل تغيير السلطة "، و" قطع الرؤوس في مصر"، وقال موقع " نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي إن المشير طنطاوي "يعد في الغرب وفي إسرائيل الضامن للاستقرار النسبي في مصر والحاجز أمام تحول مصر لدولة إسلامية متطرفة"، على حد تعبيره، وقال أيضاً أن خطوة مرسي انقلاب مدني على السلطة العسكرية، والتي أعدت أساساً لإثبات أن الإخوان المسلمين هم "أصحاب البيت" الحقيقيون في مصر.
أما موقع القناة الثانية الإسرائيلية فقال إن قرار الرئيس لم يثر عاصفة في أرض النيل فقط، وإنما امتدت آثاره لتصل إلى علامات تثير أسئلة جديدة تطفو على قائمة الانعكاسات المتعلقة بالعلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
الإذاعة العبرية نقلت عن رئيس الاستخبارات الإسرائيلي "أفيف كوخافي" قوله إن المس بصلاحيات قادة العسكر في مصر يمثل خسارة هائلة لنا لا تقل عن خلع مبارك!.
البروفيسور الإسرائيلي، يورام ميتل، وصف ما قام به مرسي بـ"المذبحة الحقيقية" وقال إن مرسي يعلم أن الشعب وقوى الثورة و6 إبريل تسانده في قراراته!.
لقد أمل الاحتلال الإسرائيلي أن تنفجر قنبلة عملية رفح في حضن مرسي، لكنه بتوفيق الله أعاد رميها باتجاههم لتنفجر في وجوههم، ويستثمرها في إعادة تعريف الثورة، والانتقال من حكم العسكر إلى الدولة المدنية، ولأعترف أنني عندما كنت أبحث عن كلمة مرسي على تويتر، كان يرتفع ضغطي لكثرة الشتائم التي يكيلها له المغردون، اليوم الحال مختلف، فقد بدأتَ ترى عجباً من مثل ما قالته المغردة فدوى هانى: لم نعد مبهورين باردوغان تركيا فلدينا الآن مرسي مصر سنبهر العالم قريبا بالتجربة المصرية بإذن الله تعالى، مغرد آخر، قال: بغض النظر عن كل التحليلات الإعلامية.. بصفتي ضابطاً بالقوات المسلحة نفيدكم علماً أن الفرحة تعم أوساط الجيش المصري.
شكراً د. مرسي، خفة دم المصريين لم تغب عن المشهد، فقد كتب أحدهم تحت صورة تجمع الرئيس بالمشير في إفطار رمضاني: لوحة الإفطار الأخير...للفنان ليوناردو دى مرسي!.
× نقلاً عن "الدستور" الأردنية
حلمي الأسمر
زلزال مرسي 2202