الكثير من القرارات العشوائية والتعيينات التي لا تستند إلى أي معايير منذ العديد من العقود الماضية، لكنها لم تجد النقد والاحتجاجات، بل لاقت المباركة والترحاب، لم تقتصر على جانب معين من جوانب حياتنا، بل شملت العديد من جوانب حياتنا خاصة كانت أو عامة، ومنها هنا ما يهمني وضع دار رعاية الأيتام، الذي استطاع أن يوصل صرخته إلى كل أرجاء البلاد اليمنية، ودول الجوار، مطالب بحقوقه البسيطة التي أهملت ولم يحصل عليها خلال الأربع السنوات الماضية رغم بساطة المطلب المتمثل بمصروف الجيب، الذي لا يتعدى العشرة ريالات وما يصرف لهم من ملابس، وتحسين للخدمات.
وبعد انتظار طويل، بدأت بشائر انفراج، استبشر الطلاب بتعيين مدير عام لدار الرعاية، وبنفس الوقت ارتفعت أصوات منتقدة التعيين بحجة أن المعينة متعاقدة، وما الضير في ذلك وما هي المشكلة إن كانت المعينة تتمتع بالكفاءة والنزاهة والصدق والأمانة ويمكن أن تقدم خدمة متميزة للدار، أعتبر من يريد الاصطياد في الماء العكر بأن تعينها بتوجيه دولة رئيس مجلس الوزراء ذلك الرجل الذي يشهد له الجميع بالحكمة والغيرة على الوطن اعتبروا قراره فيه تخبط ومحاباة وخطأ وقع به، بهذا التعيين.
فإذا كانت مثل هذه الأخطاء تأتي بمثل هذه الكفاءات والخبرات فمرحباً بها لأن الاختيار كان موفقاً بكل المقاييس لقد لمسنا في هذه المديرة المعينة حديثاً الصدق وعمق الرؤيا، صلاحات حقيقية وتصحيح الاختلالات، والسعي حثيث لتحقيق الألفة بين الطلاب والقائمين عليه، جاء له هدفها الرئيسي أكبر من مجرد توفير لقمة عيش لنزلاء الدار...
وهو بناء مواطن صالح يستفاد منه مستقبلاً وهنا أجزم بأنها من سيحقق الأحلام.
سمير العبسي
أحلام الدار.. تحقق 1645