الكل يدرك بما تعيشه مديرية خنفر بمحافظة أبين وبالأخص مدينة جعار كبرى مدن محافظة أبين من حيث المساحة والسكان من أوضاع سيئة في الجانب الأمني والصحي، حيث وأنه نسمع كل يوم عن حكاية سرقة أو تهديد وإطلاق نار لا نعرف مصدره ووصل الأمر إلى اقتحام مركز شرطة جعار وقتل أربعة جنود فيها حسب ما علمنا، خاصة وأن الجنود تمركزوا في هذا الموقع منذ يومين فقط إضافة إلى حادث التفجير الإجرامي مؤخراً الذي حصل في عزاء آل السيد ذهب ضحيته قرابة 70مواطناً بين قتيل وجريح من أبناء مديرية خنفر في الري التقليدي بجعار أي أن الدولة عادها بادئة في طريقها لاستلام المديرية لأننا لم نشهد أي مسئول يمثلها في المدينة منذ سقوط المدينة في 12يونيو الماضي بيد القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية..
وإذا كان هذا الاختلال الأمني والاجتماعي في هذا الشهر الفضيل الذي هو شهر الخير والرحمة والتعاضد الاجتماعي بين المجتمع وخاصة وأن الله سبحانه وتعالى يقيد الشياطين في شهر رمضان المبارك، فنخشى أن يأتي الفطر الذي تنطلق فيه الشياطين لتلعب في عقول الشباب ويقدمون على ارتكاب المعاصي والعودة إلى ما كانت عليه المديرية من تشكيل العصابات الخاصة وإقلاق السكينة العامة وتدهور الأوضاع الأمنية في المديرية، خاصة وأن الكل يعرف بأن المنطقة انتشر فيها السلاح المتنوع وأصبح الكثير من الشباب يقتنيه.
وقد سبق وأن كتبت نداء لأهل مدينة جعار قبل سقوط المديرية بيد أنصار الشريعة استجابة حينها وإلىوم نكرر هذه المناشدة لأبناء جعار ولمسئولي المحافظة ومن يهمه أمن واستقرار هذه المدينة الذي هي جزء من هذا الوطن الغإلى والذي نشير فيه أنه كفاكم سباتاً.
يا أبناء جعار هل تنظرون إلى ما وصل إلىه حال مدينتكم وكيف أصبحت وكراً للذئاب الضالة ومأوى للكلاب المسعورة والقطط وأنتم لا زلتم في سبات عميق لم تؤثر عليكم مجريات الأمور وتشردكم عن دياركم للبحث عن الأمان والاستقرار لكم ولأولادكم وأقاربكم.
نعم.. أصبحنا في نظر الآخرين بلا مبدأ وعقولنا وقلوبنا ليست في أجسادنا وإلى متى سنظل نحمل المسئولية غيرنا ونستكين على الآخرين أن يسيروا أمورنا وأن يعتنوا بأحوالنا وأصبحنا عالة المجتمع ومن العيب أن نعيش فوق الأرض.
يا أهل الخير والقلوب الطيبة أصحوا واجمعوا شملكم وكونوا قلباً واحداً ورأي واحداً ولا ندعو إلى أشكال التعصب الفئوية أو المناطقية أو الحزبية ندعو إلى التآخي والمحبة ونتكاتف جميعاً ونقول للمخطئ أخطأت وللمحسن أحسنت مهما كانت مكانته فيء هذه المدينة التي جمعة في حضنها من كل أبناء الوطن شمالاً وجنوباً، فلا مكان لمن يريد أن يكون له عصابة من أجل أن يسرق أو يفسد في مدينتنا.
فالسلوك الإنساني أياً كان نوعه وكانت نتائجه ليس هو الحضارة وإنما هو عبارة عن نتائج المفاهيم والتصورات الحضارية التي ينتمي إلىها هذا الإنسان ويعتقد بها والتي هي أفرزت هذا السلوك فإن كان سلوكاً إيجابياً ممدوحاً فهذا يدل على وجود قيم حضارية راقية معتبرة عن هذا الإنسان وإنما يكون دليلاً على وجود قيم وأخلاقيات متخلفة وغير متحضرة ولا راقية.. فالسلوك الإنساني أياً كان نوعه هو التعبير الحي الصادق عن نوعية ومدى جود تلك القيم الحضارية التي ينتمي إلىها الإنسان في المجتمعات المختلفة.. ومن خلالها يحكم على صاحبها بالتحضر أو لا أو كم هي نسبة التحضر التي يتحلى بها فالذي يملك سلاحاً متطورا وفتاكاً مدمر أو يمتلك قنبلة ذرية متطورة ولكي يستخدمها لأغراض الشر والتخريب والدمار في الأرض أو ليقتل بها الأبرياء والأطفال والنساء فمن صان الشرع حرماتهم ويدمر المنازل على رؤوس ساكنيها وبرغم امتلاكه لهذا السلاح المدمر المتطور فهذا إنسان غير متحضر ولا يمكن أن ينسب إلى الحضارة والتحضر في شيء ولو نسب مجازاً فهو ينسب إلى حضارة متخلفة همجية غير إنسانية.
والتحضر بمدى الانجازات والتطور العلمي هناك من ينظر إلى آلات التصنيع المتقدمة والتطاول في العمران التي يتمتع بها بعض المجتمعات هي الحضارة ذاتها وهي دليل على تحضر ورقى ساكني هذه المجتمعات وهذا خطأ فاحش شائع لابد من تصحيحه وتداركه فالمجتمع النبوي الأول في المدينة المنورة لمي كن يعرف التطاول في العمران والبنيان ولا الصناعات الضخمة المتطورة ومع ذلك فهو أعظم المجتمعات رقياً وتحضراً عرفها التاريخ من قبل وإلى يوم القيامة لأنه كان قائماً على مجموعة من المفاهيم والقيم الحضارية الراقية والنبيلة التي لا توازيها قيم ولا مفاهيم حضارية أخرى في أي موضع أو كمان أخر. وسرعان ما أعطت نتائجها وانعكست أثارها الإيجابية على العالم أجمع وفي سنوات معدودات فغيرت وجه التاريخ من أظلم صورة إلى أشرق وأعدل وأعظم صورة.
يا أهل الخير في مدينة جعار كيف تكونوا حضاريين وقد أصبحت مدينتنا خرابا وأركان شوراعها مملوءة بالقمامة والمجاري ولن نذهب لبعيد فلينظر الجميع إلى شارعها الرئيسي وإلى جامعها الكبير وما يجاوره وهذا معلم من معالم العبادة وإلى حال المرافق الخدمية والصحية والتربوية وغيرها.. فهل يرضي هذا الحال الخيرين من أبناء المدينة أولاً وهل تنتظرون من أحد أن يصلح الشأن قبل أن تصلحوا أنفسكم وتعتبرون من الماضي. أما بخصوص المجلس المحلي الذي انتخبناه وكنا نأمل فيه بأنه المنقذ لمدينتنا فقد كان أول المغادرين حال سقوطها ولم نسمع عنه شيء حتى يومنا هذا وخاصة والمدينة تعيش في هذا الوضع السيء والتدهور الملحوظ..
ونأمل أن تتكاتف الأيدي لوقف هذا التدهور ونناشد قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأخ/ محافظ المحافظة الأستاذ جمال العاقل الإسراع في بسط الأمور وفرض هيبة الدولة بالمديرية حتى لا تصل الأمور إلى ما كانت عليه قبل سقوطها بيد أنصار الشريعة والكل يدرك ما كانت تعيشه هذه المدينة لسنوات وكأنها جزء من الصومال وليس يمننا الحبيب.
محمد علي بن حلبوب
خنفر تستعين بأهل الخير 1559