البحر هو الوحيد الذي بقي ومازال يجري بدون توقف وهو الذي استطاع أن ينخر كل ما هو أمامه من أحجار وصخور وحطما كل ما هو أمامه حتى السفن الذي تسير فوقه لم تسلم منه .وللبحر أحياء لأتعرف إلا قانوناً واحداً وأسلوباً واحداً للحياة هو قانون (البقاء للأقوى)، وكما هو معروف فإن الحوت الكبير يأكل الأصغر منه كما هو حاصل في حياتنا تماما كبشر فاسماك القرش نصفهم عميان ومع هذا فالقرش رغم (عماه)لازال يبتلع ماهو صغير أمامه من اسماك متنوعة في البحر ولازال يسيطر على عالم البحار مثل ما تفعله أمريكا تماماً اليوم بالمستضعفين في هذه الأرض الكبيرة والعالم الفسيح من قتل وتدمير وإبادة لبني البشر ومازال مسلسل الانتهاكات مستمراً إلى اليوم .ودهاليز السياسة مثل البحر العميق والمالح الذي لا يعرف أسراره أحداً وبعض العلماء قالوا إن سمك القرش يغني.
إن كلب البحر رغم أنه كلب إلا أنه يملك حنجرة ذهبية وصوتاً حنوناً هادئاً، واستطاع علماء العالم المتحضر أن يفهموا غناء هذه الحيتان، ولكنهم لم يفهموا مواويل البؤس والألم والجراح الذي ينطلق كل يوم من قلوب بني البشر في هذا العالم الفسيح والذي نشاهد يومياً الكثير من المعاناة الذي يعانيه بني البشر من مآسي وصراع مخيف الذي يشهده عالمنا المعاصر اليوم أنه سجل للمآسي والبؤس والمعاناة وألوانا من وحشية الإنسان تجاه أخيه الإنسان لم يسبق لها مثيل نتيجة لسياسات خاطئة بيد أنه يصعب علينا أن نتخيل عالماً من غير عنف ولا سياسة تدار من خلف الدهاليز على الإطلاق، نظراً لأن النزاع والصراع صفه تميز جميع المجتمعات الإنسانية والكونية بشكل عام .وفهم السياسة أمر جوهري لذلك لابد أن يدرك الناس أن هناك علاقة وطيدة بين السياسة ورجالها والبحر المالح الذي بداخله العديد من الأسرار العجيبة والغريبة الذي لا يعرفها سواء خالقة الذي أبدع في خلقة, ومع كل هذا فإني أرى أن البحر لازال غامضا عندما أجلس أمامه وأنظر إليه وأتامل في اندفاعه وجريانه بشكل سريع وسماع أمواجه العاتية والقوية التي تندفع كل يوم وهو لا يزال عميقاً وغامضاً ومالحاً كالسياسة ورجالها في هذه الأيام الذي أصبح أمواج البحر خطراً على حياة الناس أعاننا الله من البحر وغدره ومن الحوت الأعمى الذي لا يبصر الحق عن الباطل ومن السياسة وخفاياها التي لا تعرف حسن النوايا وكما يقال إن السياسة وسخة إذا استخدمه في غير موضعها.
.aonalbhri@hotmail.com