;
عبدالله البحري
عبدالله البحري

الواقع يفضح التشريعات 1859

2012-08-08 04:14:54


لقد نصت كافة التشريعات والأعراف وحرمت تحريماً مطلقاً كافة أشكال الاعتداء على حقوق الإنسان ,وأصدرت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ,وثيقة عرفت بالإعلانالعالمي لحقوق الإنسان كوسيلة تشريعية لصيانة حق الفرد مبدئيا لصفة الآدمية دون أي اعتبار أخر إلا أن الواقع يختلف تماما اليوم ذلك أن واضعي هذا النص الحقوقي يمارسون اليوم دورا ازدواجيات وانتقائياً في تعاملهم مع تلك الحقوق والتشريعات بلى يتخذونها اليوم ذريعة سياسية وشماعة تحقق من خلالها مصالحها المختلفة .حيث تستعمل الدول الكبرى الآن حقوق الإنسان كوسيلة ضغط وتهديد لإجبار الدول والشعوب المتخلفة على السير في ركبها والعمل وفق مصالحها، فالإنسان في العالم الثالث وخاصة عالمنا العربي والإسلامي ليس هو الإنسان الذي اصدر هذا الإعلام والتشريع لحماية وضمان كرامته الإنسانية في حياته
فالواقع يؤكد أن الحرص ينص على حماية الإنسان في الدول الكبرى ذات الصناعات والشركات، حيث تفرز صناعتها المتعددة نفايات سامة تؤدي كل مظاهر الحياة الطبيعية وتهدد حياة الإنسان، وحتى الحيوان والطبيعة لم يسلم منها .
فأمريكا والغرب يمطرانا ليلاً ونهاراً بالحديث عن الديمقراطية والحريات العامة وحماية حقوق الإنسان بزعم أنهما رواد ومدافعي عن تلك الحقوق والتشريعات والحريات في كل محفل ,وهما في المقابل يمارسان دورا مزدوجاً وانتقائياً مع تلك الحقوق والتشريعات فهم ينتهكان حقوق الإنسان يوميا في العالم ويقتلان الأبرياء من خلال ما يسميانه الحرب على الإرهاب وكذا مسميات أخرى، حيث ما يزال مسلسل الاضطهاد مستمرا بحق الإنسانية إلى وقتنا الحاضر من خلال ما يمارس من جرائم واعتداءات بحق الشعوب والأفراد دون أن تحرك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ساكنا حيث يعاني الكثير من الشعوب ولاقليات المسلمة في العالم خاصة جنوب شرق أسيا من التطهير العرقي والإبادة الجماعية حيث يقتل الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ وهدمت منازلهم ومساجدهم وتحولت مساكنهم إلى جحيما مستعرة ومسرحاً للعدوان وميدانا للظلم والوحشية في حقد أعمى وتنكر لكل ما يمت للإسلام بصلة وكذا حقوق الإنسان يمارسون حرب إبادة جماعية ضد المسلمين في تلك البلاد ويشردوهم من مساكنهم بحجج واهية ولكن لماذا كل هذا؟ولإجابة (وما نقمومنهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيزالحميد) فقد وصلت انتهاكات حقوق الإنسان في تلك المناطق إلى درجة مذهلة ويسعون إلى إخفاء المأساة عن الرأي العام العالمي، حيث تنتهك أعراض النساء والأطفال وحرقت المنازل والمساجد وغير ذلك مما تقشعر من هوله الأبدان حيث يمارسون أبشع وسائل القمع الوحشي ضد الأقليات المسلمة دون ذنب جناه ومن غير جريمة اقترفها سوى إصراره على عقيد ته وكرامته والعيش فوق أرضه في سلام، ولكن اعتداء الإسلام والإنسانية فلجاؤوا إلى لغة الحديد والنار لابتلاع مساكنهم وتصفية شعبها المسلم .فارتكبوا جرائم وحشية ياباها الدين والشرف فنصبوا المجازر في أبشع صورة لانتهاكات حقوق الإنسان.
لقد وقف العالم كله بهيئاته ومؤسساته ووسائل إعلامه ووكالات أنبائه في صمت محير وتخادل رهيب؟ إن الوضع المأساوي هناك يتطلب حلولا عاجلة من كل هيئات حقوق الإنسان.وهناك مثال أخرى لانتهاك حقوق الإنسان يمارس في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي أهم حقوق أراها الآن وهي حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني الحصار وهي قضية يجب أن تتصدر الاهتمامات الدولية حتى يحصل إخواننا في فلسطين على ابسط حقوقهم وهو العيش بكرامة على أرضهم وإزالة الاحتلال عن أرضهم ورفع الظلم عنهم.
وهناك مثال أخرى لانتهاك حقوق الإنسان تتمثل في استخدام الأطفال في الصراعات المسلحة حيث يتم استغلال الأطفال باستخدامهم في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم وهناك نماذج أخرى كثيرة للضحايا من الأطفال الأمر الذي يؤكد أن المجتمع الدولي لم يعد يحقق بعد انجازات وقف انتهاكات حقوق الأطفال .وترتبط الدول الغربية تقديم المساعدات للدول الفقيرة باحترام حقوق الإنسان عموما والطفل خصوصا كما تشترط منظمة التجارة العالمية منع تشغيل الأطفال للسماح للصادرات بدخول لأسواق الغربية، لكن واقع الحال يشير إلى أن دولاً غربية تنتهك حقوق الأطفال أيضاً، وكذا المنظمات الدولية تسيس قضية حقوق الإنسان للضغط على دولة معينة ؟
وخلاصة القول نقول ومن خلال ما سبق نخلص إن حقوق الإنسان التي تنادي ويتغنى بها الغرب ومن على شاكلتها ما هي إلا حق أريد بها باطل وما هي إلا لعبة سياسة وشماعة تركن إليها أمريكا التي تزعم وتنادي بها ليل ونهار بأنها الحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان المنتهكة أصلاً من قبلها والشواهد تذل مما لاشك فيه على فضاعه أمريكا في تعاملها مع هذه الحقوق، فنحن نعيش اليوم في عالم ضاعت فيه الحقوق وانتهكت.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد