يرى بعض المحللين أن الشعب المصري كان مخيراً بين انتخاب أحد فلول النظام السابق (الفريق أحمد شفيق) أو أحد قيادات الإخوان المسلمين (الدكتور محمد مرسي) كواقع فرض عليهم ولكي تطوي صفحة السابق كان اختيارهم ـ طبعاً ـ للقيادي السابق في الإخوان المسلمين اختياراً إجبارياً وانتصاراً للثورة لا عودة النظام السابق بوجه أحمد شفيق.
وهذا في نظري غير صحيح، لأن هذا التحليل لا يتفق مع العقل والمنطق ولا يمكن أن نقارن بين الإخوان المسلمين والنظام السابق لسبب بسيط وواقعي وهو أن الإخوان لم يحكموا مصر من قبل ولم يعتدوا على أي متظاهر أو قتل أحد من قبل وعلى امتداد ثمانين عاماً.
بينما النظام السابق جعل من مصر الدولة البوليسية لأكثر من ثلاثة عقود وقَمَعَ الحريات وقتل المتظاهرين خلال ثورة 25يناير ناهيك عن محاربة جماعة الإخوان المسلمين لعقود وتشويه صورة الجماعة أمام الرأي العام المحلي والدولي وحضرها (المحظورة) ووصفها بالجماعة الإرهابية.
لكن الثورة المباركة انتصرت بفضل الله ثم بالشعب وتوالت الأيام وتم تحقيق أهداف الثورة بخلع مبارك وانتخاب مرسي بانتخابات ديمقراطية شهد لها العالم ولكن السؤال: هو لماذا لا نكون منصفين مع جماعة الإخوان المسلمين التي هي جزء من المجتمع المصري قبل كل شيء وبغض النظر عن وصول أحد قياداتها إلى رئاسة مصر؟ ولماذا هذا النفاق والشؤم (فأهل مكة أدرى بشعابها) والشعب المصري أدرى من غيره متى يخرج للثورة ومن يكون رئيسه المناسب للمرحلة وليس من حق أحد انتقاد هذا الشعب أو الوصاية عليه حتى على مستوى التحليل لأنه أختار رئيسا مدنيا كان في السجن بعد التحرير ثم عاد إلى التحرير ومنه إلى رئاسة مصر الثورة .
فوزي اليازلي
لماذا لا نكون منصفين؟! 1514