أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعل طاغيها
تأسيس حزب الرشاد

من بشريات وثمار الثورة على الفساد والطغيان في البلاد، والديموقراطية الزائفة أن راجع الناس حساباتهم، وغيروا ما بأنفسهم، وأيقنوا أننا مقدمون على عهد جديد خال من التزييف، والتحريف، خال من الاستعباد والاستبداد، ولو تأخر قليلاً، فلبناته قد أرسيت، وأسبابه قد أزلفت، فالسلفيون بمختلف جماعاتهم كانوا ـ كغيرهم ـ يائسين من شورى أو ديمقراطية حقيقية، فعزفوا عن الإيمان بها، ومصداقيتها، فلذلك انقسموا في نظرتهم وحكمهم عليها، فمنهم من حرمها لأن فيها تسعاً وثلاثين مفسدة، وألف في ذلك كتاباً، لم يفرق فيه بين ديمقراطية حقيقية وديمقراطية زائفة، ولم يفرق بين تطبيقها في مجتمع إسلامي يمكن ضبطها فيه بالشرع، وبين مجتمع غير إسلامي يجعلها المصدر الوحيد للتشريع ويشرع بها للفساد، ألف الكتاب وطبع ووزع بغير هدى ولا صراط مستقيم.
وآخرون حرّموا حرّموا بغير تأليف، وآخرون توقفوا هذا بالنسبة للسلفيين في اليمن والبشرى اليوم هي أن هذه الجماعة قد أعادت دراسة المصالح والمفاسد ، ودرست الواقع، وأيقن علماَؤها وعقلاؤها بأن المشاركة في صناعة دولة مؤسسات تحتكم إلى الشرع والقانون، تقيم العدل، تبني ولا تهدم، ضرورة ومصلحة لكل اليمنيين، وقد يأثم القادرون إذا لم يشاركوا.
حضرت يوم أمس الأحد حفلهم لتدشين إعلان حزبهم، ورأيت جموعاً غفيرة قد حضرت، معظمهم من الشباب وسمعت مبادئهم أو مبادئ الحزب وأهدافه، فأعجبت واستبشرت، إذ أن الوطن والشعب يحتاجون إلى لملمة كل جماعة، صفها وحشد جهودها ووضع برامج حية طموحة للبناء وترك الأنانيات والعصبيات بأنواعها، والنظر إلى الجماعات والأحزاب الأخرى أنها على مؤهلة للبناء بعيدة عن الهدم إذا أحسنت نياتها، وسلكت الوسائل المشروعة، ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).. والمطلوب من هذا الحزب الجديد، بل من مؤسسيه وقياداته أن يرتبوا أولوياتهم:
ـ إجادة وإتقان التنظيم.
ـ سلوك العمل المؤسسي المنظم بلوائح واضحة شفافة.
ـ عدم إهمال الشباب.
ـ البعد عن توزيع المواقع مناطقياً، مجاملة شخصيات على حساب التنظيم.
ـ الاستفادة ممن سبقوهم من الجماعات الجادة
ـ الاستفادة من شخصيات أخذت قسطاً جيداً من التربية والتعليم والتنظيم في جماعة أخرى.
ويحذروا من الوقوع في تزكية النفس، واحتكار الحقيقة، وإصدار الأحكام على الآخرين جزافاً.
والله يوفقهم لما يحقق مصالح الأمة ونصر الإسلام.