;
د. علي عبد الكريم
د. علي عبد الكريم

الشيخ الشائف منو شائف!! 1817

2012-07-15 03:16:00


العنوان الذي اخترناه عنواناً للمقال يعني بالشامي " أن الشيخ الشائف غير شائف"، أي لا يرى وإن رأى فإنه لا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس أو أنه لا يرى الكأس أصلاً.. وهنا أجد من الضرورة بمكان أن أستبدل كلمة "الكأس" بكلمة كوب أو فنجان حتى لا تذهب الظنون شتى المذاهب..
للحق قد يكون الشيخ محقاً إذا اعتبر وهو ينظر للفنجان أو الكوب بجزئية الفارغين والممتلئين أنهما لا يعبران إلا عن فراغ هائل يلف حياتنا ويدمر مضامينها، يقتل مشاعرنا ويحبط آمالنا ويفقدنا الثقة بالحاضر والمستقبل.. صحيح قد تكون الصورة، جداً قاتمة ومتشائمة، سوداوية، قاتلة ولكن علينا هنا الإشارة لأمرين قد تكون نظاره الشيخ الشائف تتعمد عدم الالتفات إليهما:ـ
الأمر الأول: معرفة الأسباب الحقيقية والإشارة إليها باعتبارها المسئولة تاريخياً عن هذه الصورة القاتمة وهو بالتأكيد يعرف الأطراف المسئولة عن ذلك.
الأمر الثاني: مواجهة الحقيقة التي تدعونا للخروج من ذلك النفق عبر البحث عن مخارج آمنة، متوافق عليها دون أن يدفع الشعب المزيد.. هذا الأمر من الأهمية بمكان حتى لا تندثر البقايا المتهالكة من أجسادنا وهي تمشي هائمة على الأرض خشية أن تمزق أجسادها الألغام المزروعة والأحزمة الناسفة والخلايا النائمة والناعسة، أو تلك التي تظهر للعيان ليلاً ونهاراً ولا تجد من يروعها في الأوقات المناسبة، هذا ناهيك عن نكائب المال السياسي المتسرب من حنفيات بيوت الأموال التي باتت كبيوت الأزياء تعلن عن موضاتها حسب المواسم السياسية للأولى ومواسم الاصطياف والسياحة للثانية وما يتبعها من شيكات سريعة الدفع الفوري أو المجير لهذا الطرف أو ذاك من ذوي العاهات السياسية من الجنة والناس.
 والمهم والأكثر أهمية في مقالتنا هذه والتي نريد من خلالها أن نقول للشائف "واللي منو شائف" يلبس إما نظارة شبكية معتمة أو ضبابية أو سوداوية معتمة، لا تضع النقاط الصحيحة على الحروف ولا تفتح الأعين الصحاح لتركز على مواقع الضرر والهلاك والتي ينبغي التأكيد على ما بداخلها من إسطوانات متفجرة وقوارير متطايرة وأجساد متناثرة، هو أخطر ما يواجه مستقبل هذا البلد العليل، بل وأخطر ما يواجه ما تبقى فيه من رمق تدمر.
القذائف الجهنمية والقنابل العنقودية المستخرجة من قواميس العمل الطائفي المناطقي العنصري المتدني ثقافياً وإنسانياً وأخلاقياً، هي بالتأكيد ثقافة تهدم وطناً وناسه بالغازات السامة المستخرجة من براميل نازية مندحرة واثنيات عرقية مُبادة وعرقية مقيتة تقتل، تجتث، تنثر الخراب في النفوس، تدمر اللُحمة الإنسانية الوطنية، تمزق ما تبقى من وشائج اللُحمة الثقافة الوطنية التي بُنيت عبر نضالات وعقود مضت لتحل محلها صور بائسة بالغة السوء، تخرج من أفواه أرباب عنصريات مدمرة، تماثل في سوءها تلك القذائف التي أطلقها العقل المدمر للشيخ الشائف "اللي منو شائف" على مكانة ووطنية استاذنا القدير باسندوه الذي نرى فيه أستاذاً لجيل وابناً لمدينة نحبها وتفتديها كعدن التي تحملت الكثير وأتى حين من الدهر ليشكك المشككون في هويتها وهوية أبنائها الطيبين المناضلين.
قد تختلف مع أداء الأستاذ باسندوه وحكومته التوافقية التي لم توفق في توافقها لأسباب نعرفها جميعاً، لكن ذلك لا يعني مطلقاً إلا أن نشير إلى الفخ الذي كبلت به يدا أستاذنا القدير باسندوه الذي لا نريد له أن يظل مكبلاً بقفازات حريرية المظهر شيطانية الجوهر، تحيط به في كل زاوية وهو العالم العارف بمتطلبات الخروج من سجن الرادع الضيق إلى رحاب ساحة الثورة الواسع المدعم "بإنسلكوا بيديا "التجديد" المقرون بقراءات شيكسبيرية مختارة جيداً يفقهها ويعرفها جيداً أستاذنا القدير باسندوه الذي نراه أكبر أو هكذا ينبغي أن يكون الأمر بخصوص ترأسه لما يسمى بالمجلس الوطني، المجلس المنعدم الوجود، المنعدم الأثر الذي نتساءل نحن البسطاء من أعضاءه عن مكانه وعنوانه وأثره.
وعفواً أستاذ محمد.. ماذا عسانا نقول لمن أتونا آخر الدهر يعايروننا بالقبيلة مرة وبالكنية والمنطقة واللهجة مرات أخرى ويا غارة من هكذا هجمة مدبرة ومدمرة، أكثر خطورة من الخطورة التي تحملها الأحزمة الناسفة والقنابل العنقودية والمجنزرات المتبرطعة، فهذه تقتل وينتهي أثرها مع ما ترتبه من ثارات أما تلك التي تمس جوهر حياة وكينونة الإنسان من حيث كونه إنساناً أولاً وأخيراً، فهي مشروع مُدمر يسعى لتدمير الأوطان كافة التي تلعب داخل أضابيرها ومكوناتها لعبة الأمم المدمرة والعيب كل العيب أن تتلقف بعض الأطراف هذه الكرات النارية وتعيد اللعب بها وعبرها على الأوطان ومكوناتها.
وطالما نحن نتحدث عن الآثار المحدقة المدمرة التي كشفت عنها مثل هذه التصريحات العنصرية، لنا أن نشير إلى طاعون آخر ينطلق من فوهات مدافع الفتاوى الدينية والإيحاءات المشيخية والقبلية أو تصريحات وتصرفات لعبوات الأموال السياسية وغيرها من فيالق المال السياسي الذي يلعب ويحرق الساحة السياسية، مستنبتاً بين فترة وأخرى أشكالاً ومسميات ومكونات سياسية يزاحمون بها الساحات التي يجري تهيئتها للمشاركة في إنضاج وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني بعيداً عن مباغتات أسواق عكاظ السياسية وغير السياسية.
وهنا نقول إن اللعب خارج النضال السياسي داخل صفوف الشعب وثورته بحثاً عن قيم الثورة والعدالة الاجتماعية وحرية الإنسان والمواطنة المتساوية ودولة العدل والقانون، إنما هو لعب بالنيران وإحراق للوطن وإهدار لقواه وهي تسعى لإعادة البناء والانطلاق والخروج من نفق الأزمة المظلم.
نقول ليس عيباً أن يكون الإنسان صومالياً أو بنجلاديشياً ولكن العيب كل العيب أن يعُامل الآن من خارج آدميته ووطنيته، فالوطن ملك الجميع، ليس ملكاً لقبيلة أو لأصحاب الفتاوى والمذهبية، الوطن للذين يبنونه بالعلم الحقيقي وبالعمل المنظم والدقيق وبالمواطنة المتساوية تحت سيادة القانون والوطن السليم الذي يختاره أبناؤه بقناعاتهم يتنفسون فيه هواءً عليلاً.. ذلك سيمثل بداية الطريق للخروج من النفق الذي يود البعض أن نموت بداخله تارة بالإشارة لصومالية هذا وأخرى لدونية ذلك وذلك هو عين الدمار القاتل الذي سنقف ضده ونقاومه مع كل الوطنيين داخل هذا البلد قبل أن تحل سيل العرم الثالثة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد