تحدثت سابقاً عقب التفجير الإرهابي الذي حدث في ميدان السبعين يوم (21) مايو وراح ضحيته المئات من الجنود بين شهيد وجريح أثناء بروفاتهم الأخيرة للتحضير للاحتفال بعيد الوحدة المجيد. وتحدثنا عن الصدمة والذهول التي رسمت على محياء جميع أبناء الشعب وكيف كان واقع الكارثة على أسر وزملاء الجنود المغدورين وقلت إن هؤلاء المجرمين القتلة قتلوا الأمل لدى إلىمنيين في التغيير الناجز والنهائي ووصول الشعب إلى قناعة باستحالة يسودها الأمن والاستقرار.. لذلك عملوا على أن تكون فعلتهم الدنيئة هي في ميدان السبعين جوار دار الرئاسة رمز سيادة البلاد والضحية من جنود الأمن الذين مهمتهم حفظ الأمن، لكن إرادة الله فوق كل إرادة ورد الله كيدهم في نحرهم وتنبه إلىمنيون وتحولت الجريمة الإرهابية في ميدان السبعين من ضارة إلى نافعة.
حيث قام رئيس الجمهورية عقب الكارثة بتغيير مجموعة من القيادات الأمنية والذين كانت مهمتهم حماية ساحة السبعين وقصروا في حماية ساحة السبعين وقصروا في عملهم في تأمين المكان، مما نتج عن ذلك استشهاد وجرح المئات من الجنود الميامين، وسيستمر رئيس الجمهورية بجهوده الجبارة والمرحب بها من قبل الشعب حتى تنتهي الأسباب التي أدت إلى خسارة الآلاف من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية وجعلت المجرمين من أمثال ما يسمى أنصار الشر بعبعاً موحشاً يقتل من يشاء في أي زمان ومكان يريد حتى داخل وجوار دار الرئاسة.
فأنصار الشر أو القاعدة كما نعلم موجودون في معظم دول العالم وأفكارهم متداولة بين الشباب بوسائل عدة وإمكانية نجاحهم في الإجرام أكثر بكثير مما هو موجود في إلىمن، ففي تلك الدول التمويل متوفر إلى جانب الأسباب الأخرى مثل علمانية بعض الدول والبعض الآخر توجد الطائفية الدينية والعرقية وكذلك الفساد الأخلاقي وأهم من كل ذلك الاستعمار في بعض البلدان.
لكن بالرغم من كل ذلك نلاحظ أن نشاط القاعدة يكاد يكون منعدماً ولا يقارن بما يجري في بلادنا والسبب في ذلك أن تلك الدول قيادات مسئولة تحمي شعوبها من العصابات الإجرامية بجميع مسمياتها ومنها القاعدة، كما أن تلك الدول لديها قيادات تدرب وتسلح جنودها بأسإلىب علمية وحديثة وتقف إلى جوارهم في تحسين مستواهم المعيشي لهم ولأسرهم وتعطيهم الامتيازات كاملة من صحة وتعليم ومواصلات وغذاء صحي وغيرها لهم ولأسرهم، مقرون ذلك بتحسين أوضاع جميع فئات الشعب ومحاربة الفاسدين واستغلال الموارد الاستغلال الأمثل.
فيا أيها الرئيس الهادي عليك بتأمين الأمن ووضعه في الطريق الصحيح، فبالأمن ستحل جميع مشاكل البلاد، فالخوف ملازم للجوع والفوضى، فالانفلات الأمني يسبب في قتل الإنسان وحرمانه من أبسط حقوقه وشعوره بالخوف وإلىأس، مما يؤدي إلى قتل روح الإبداع وشعوره بأن كرامته ناقصة وغير آمن على عرضه وماله، فالأمن عندما يكون قوياً وفاعلاً ستتغير حياة الإنسان إلى الأحسن عند ذلك ترتاح أرواح الشهداء.
وبالفعل بدأت أرواحهم ترتاح وترسل البشائر إلىنا وبعثوا برسائل إلى زملائهم وأسرهم وشعبهم بأن دمائهم لن تذهب سدى وأنها ستكون المخلصة لهذا الشعب من الظلم والقهر والخوف والجوع، وأن أرواحهم الطاهرة ستقف إلى جواره حتى يصل إلى ما يصبو إلىه.
ومن تلك البشائر:
1- تطهير مؤسسات الدولة المختلفة من بعض القيادات الفاشلة والفاسدة.
2- الانتصار العظيم والجبار لقواتنا المسلحة على ما يسمى بـ(أنصار الشر) في محافظة أبين وما جاورها، حيث تم تطهير المدن والقرى من تلك الشرذمة ومطاردتهم مستمرة في كل ربوع الوطن، ليكونوا عبرة لغيرهم من أعداء الوطن.
3- قيام قيادة وزارة الداخلية بتكريم أسر الشهداء ورعاية الجرحى بطريقة أفضل مما كان يحدث سابقاً وكذلك إطلاق أموال جنود الأمن والتي كانت تصادر من مرتباتهم بذريعة صناديق وهمية (صندوق الادخار).
هذه بعض البشائر والقادم أفضل وأجمل.
ختاماً نقول: السلام والأمن عليكم يا أبناء إلىمن جميعاً.
علي عبدالله ابوعسر
بشائر ترسلها أرواح شهداء السبعين 2189