;
طاهر حمود
طاهر حمود

الخلافة والصورة الخطأ 1794

2012-07-10 02:35:33


(1)
الخلافة التي يتحدث عنها البعض من أصحاب الفكر التقليدي والكلاسيكية لن تكون بالصورة المرسومة في أذهانهم وعقول من يستحضرون النموذج الخلافي كما كان في العهد الراشدي حرفية صدئة.
فالخلافة الإسلامية لا أستطيع أستوعبها بوصف لفظي يعكس جمال إشراقها على سماء الكون والإنسانية والرسالة السماوية، إلا قول نزار قباني: عُدْ إلينا (يقصد عمر بن الخطاب) فقد اشتقنا إليك.
إنها بالصورة العصرية والتكتل الاقتصادي والحلف العسكري والتعاون في كافة المجالات وحرية التنقل المضبوطة ومنع الجريمة وتحقيق إعادة توزيع الدخل وتبادل الخبرات والتطور العلمي والمعرفي والثقافي، فالصورة المرسومة في الذهن التقليدي تعني المركزية وبساطة لا عمق فيها وصعوبة القدرة للقيادة المركزية الإحاطة بكل الأمور لجغرافيا الخلافة التقليدية.
يا جماعة اقرأوا الواقع ونظرة المفكرين الإسلاميين لا تسيئوا للإسلام بالجهل الذي تتعاملون به ..
والله إن لنا مفكرين عظاماً وكلاماً في الصميم لمثل الدكتور/ عبدالكريم بكار بعد أن كنت أفكر بموضوع الصورة التقليدية للخلافة الإسلامية كنموذج راشد في مجتمع بسيط واستقلالية للفرد عن المركز وعقدة وتشبُّك الحياة ببعضها اليوم إلى درجة من التعقيد الذي يحتاج إلى التخصص الدقيق والخبرة الجَذِرَة.
حتى موضوع نشر الإسلام اليوم لن يكون بالجيوش والفتوحات كما كانت في الخلافات المتعاقبة للدولة الإسلامية، اليوم سلاح انتشار الإسلام هو الأخلاق والعقل والثقافة والنموذج العادل في ظل شحة الموارد وتوحش رأس المال والبيوت التجارية والعائلية والشركات العابرة للقارات الملتهمة لدخول الأفراد والمجتمعات بل توظيف الشعوب عبيداً للمصالح التجارية بالطرق المختلفة، مع ضرورة الأخذ بأسباب القوة العسكرية قادرة الردع، بل التلقين للعدو إن تحامق بعد أن يكون السياسي قد أدى الدور الأكمل في حشد البيئة العالمية في تبيان ضرورة استخدام القوة العسكرية تجاه المتحامق ونعكس الصورة الإسلامية الأجمل.
وأقوى سلاح هو الإعلام فليكن لنا إعلامنا الصادق ببلاغه المبين الذي تثق بكلمته الشعوب فتنطلق جذلة تنتعش سعادة وحياة فتتحرك الأمة جسداً واحداً وكتلة عملاقة نحو أهدافها.
اللغة العربية هي الوعاء الفكري ولا بد من الاهتمام بها وتوليد المصطلحات العلمية والمعرفية والأدبية كقوالب مستوعبة لحركة الحياة وتطورها.
(2)
كونك عسكرياً أيها العبد ربه هادي أظنك تدرك وبعمق أن المشكلة تنحصر في وطنية الجيش وعدم تشبع أفراده عسكرياً.. التشبع العسكري ينعكس من خلال مظهر العسكري وهندامه وانتمائه للجيش الوطني لا (قَلُّه) تبع علي محسن تبع أحمد علي (أيش من خبر).
أظن أن الجيش بكامله يحتاج إلى إعادة تأهيل من خلال دورات عسكرية مكثفة تعيد صياغته من الصفر من قبل ضباط محترفين من جيوش أخرى ضليعة في العسكرية روسية أو أردنية ومصرية ويا (ريت) تكون تونسية.
الثقافة العامة مشكلة في النظرة لمنتسبي الجيش والأمن في عدم الإجلال لهذه المؤسسة ومنتسبيها، هذه الثقافة انعدمت بسبب عدم تعزيزها من صاحب القرار السياسي من قبل إلى جانب غياب الدور النخبوي لصناعة هذه الثقافة من خلال الأعمال الفنية والأدبية والمناهج الدراسية.
لن يكون القضاء نزيهاً إلا بمؤسسة تحمي القضاء وقضاته وتنفذ أحكامه، لن تكون هناك مؤسسات مدنية تعمل بواجبها بالشكل الرائق والجميل في الخدمة العامة بدون وطنية حامي الوطنية الجيش والأمن، لن تكون هناك جيوب سلطة خارجة عن سلطة الدولة ونفوذها إن كانت مؤسسة الجيش والأمن على أعلى قوة وقدرة وتأهيل..
قَرُبَ رمضان يا الله (واحنا مخالصناش) اللهم بلغنا رمضان واكتب لنا القبول ولبلادنا العزة وللخير والوطنية التمكين..
(3)
يجب أن لا يلعب الحوثي بعواطف الشباب ودونهم والعوام أنه عدو لأمريكا وإسرائيل ويدهما أسرة آل سعود، فهو إن كان يبيع التراث العلمي والفقهي للزيدية بثمن بخس دراهم معدودة لإيران وتحريف الفكر الزيدي ويعمل على إحلال صورة دخلية على ثقافة الشعب اليمني مولدة للصدام والتناحر.. وتبيين أن لنا موقفنا الصادق تجاه كل من إيران وآل سعود من التدخل في شؤوننا الداخلية وفكرنا وتراثنا الفقهي والثقافي والتسامح.
(4)
أليس من الخطأ أن حاصر الإخوان أنفسهم بالتعهد أن لا يكون رئيس الوزارة إخوانيا؟ بعد أن ألقى ثلاثة خطابات خلال 24 ساعة من فوزه بمنصب رئاسة مصر العربية أصابتني حالة من القلق أنها بداية غير مشجعة، لكني اطمأنيت بعد أسبوع أن لزم الصمت للعمل وهذا سرني كثيراً.
فكان الصمت المنفجر إلى قرار بقوة عودة مجلس الشعب المنحل وإلغاء الإعلان المكمل (بتبنيطة).. القانون حمَّال أوجه الجزيرة تستضيف قانونيين وسياسيين يصفون قرار مرسي بالقانوني والصائب، والعربية/العبرية لها مفتيها والعكس.. قوية يا مرسي، إنه قرار لا يقل أهمية عن قرار جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس.. (بُه منسع هكه) يا عبدربه (بطّل الطفسسة).. قوِّ قلبك (وادبج) (مِنْهِنْ هَذِنْ).
تمنيت أن تكون القرارات الجمهورية المرتقبة:1- حل البرلمان، 2 - إقالة الحكومة وتكليف بتشكيل جديدة ليس على الأساس السابق بل كفاءات، 3 - إقالة أحمد علي ويحيى صالح وعلي محسن، والتصفية الكاملة للجيش والأمن من الولاءات العائلية مع التقدير للقيادات المنضمة للثورة، 4- تأجيل الحوار وبناء أسس الدولة وأولها الجيش والقضاء والتدوير الوظيفي ومبدأ الثواب والعقاب في الوظيفة العامة، لكن تمخض الجمل فولد فأراً (وتعيين اللواء/ عبدالقادر علي هلال - أميناً عاما لأمانة العاصمة) شيء جميل لكننا بحاجة إلى حزمة قرارات (تسفخ من طرف) لتصحيح الوضع فعلاً (ونخرج لطريق).
وبالعودة إلى المحروسة كذلك لم ترقني زيارته للسعودية كأول زيارة خارجية بعد أن قرأتها رسالة على الهاتف كمشاركة لأحد الأصدقاء على حائطه في الفيس بوك، لكنى تمنيت أن تكون الزيارة بدعوة من الملك عبد الله لا كوجهة حددتها الرئاسة المصرية والعقل السياسي الجديد وجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة ذراعها السياسي وكان كل همي أن أٌقرأ عن الزيارة كما تمنيت أن تكون بدعوة لا دَنِيَّة مصر الكبرى قبلة العروبة والإسلام بين يدي الأسرة النكرة عدوة الإسلام والمسلمين وعميلة الصهيونية والأمريكان وكل حماقاتها التي تمكن للمشروع الصفوي الإيراني.
والحمد الله أن الزيارة بدعوة من الملك عبد الله ملك السعودية خادم أمريكا وإسرائيل، عفواً خادم الحرمين الشريفين.. لا أظن أن هناك قطرة دم تسفك على أرض الإسلام أو العروبة إلا وقابيلها آل سعود.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد