من سنوات عدة وأهل هجدة وما حولها من القرى سواء التابعة لمديرية مقبنة أو مديريتي شرعب وجبل حبشي القريبة من المدينة ينتظرون بفارغ الصبر إنجاز هذا المشروع الحيوي والهام والذي سيوفر عليهم الكثير من الجهد والمال وينقذهم من جشع العيادات الخاصة، مر المشروع بمراحل عدة بدءاً من التبشير باعتماد المستشفى وبعدها بفترة طويلة تم وضع حجر الأساس تبعتها فترة أخرى قبل بدء التنفيذ وتتابعت الفترات وبلغت سنوات ومازال المشروع متعثراً ويبدو أن حاله سيتدهور قبل أن يبدأ كحال مشاريع أخرى تهالكت بعد فترة وجيزة من إنجازها لغياب الرقابة ومن ثم ضعف جودة التنفيذ، يجري الحديث عن فساد كبير التهم الكثير من مخصصات المستشفى من معدات حديثه وأدوية حكومية بعضها غالي الثمن، فضلاً عن ميزانية تشغيلية شهرية لا ندري إلى أين تذهب؟! وقيل أن ما خفي أعظم.
حرم الآلاف من أهالي المناطق المستهدفة من هذا الصرح الصحي الذي من المفترض أن يكون ملاذهم الصحي في ظل الظروف الاقتصادية والصحية المتردية, وكم من مسكين لا يجد قيمة الذهاب للطبيب في عيادات خاصة -بعضها غير مؤهلة- فضلاً عن قيمة الأدوية؛ بات يصارع الألم ويتجرع مضاعفات مرضه وفي أحسن أحواله يذهب لأحد مخازن الأدوية ليجد ما يسكن ألمه أو يذهب سقمه وهناك من يفاجأ بوضع مرضي مؤسف وربما توفاه الله وهو عاجز عن العلاج وكم في هذا الوطن من فقراء لا يسألون الناس إلحافاً يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.
سيسأل الله كل من فرط في هذا المشفى أو مارس الفساد بأنانية مفرطة دون اعتبار لحال هؤلاء وسيقفون غداً بين يدي العادل هذا إن لم تدركه عدالة أهل الأرض، فنأمل من سعادة المحافظ/ شوقي أحمد هائل والمعنيين في قيادة المحافظة أن يلقوا نظرة على وضع هذا المستشفى وأن يكشفوا لنا ما الذي جرى، إما بتشكيل لجنة تقصي حقائق أو ما يرونه مناسباً حتى لا يفاجأون بثورة شعبية لأبناء المنطقة تبحث عن حقوق طالما كانت منتهكة ومفقودة أحياناً كثيرة.
تغريدة:
حينما يفقد المسؤول ضميره ربما يفقد المواطن المسكين روحه ضريبة لأنانيته القبيحة..
توفيق الخليدي
مستشفى هجدة ومخاض عسير 2495