;
علي منصور أحمد
علي منصور أحمد

رحيل عملاق !.. 1791

2012-06-20 03:37:06


تربطني بالشهيد البطل اللواء الركن / سالم علي قطن ـ قائد المنطقة العسكرية الجنوبية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، علاقة أخوية حميمة منذ سنوات طويلة ومنذ تعرفت عليه، كان الرجل كل يوم يأتي وكل لقاء يتجدد معه، يزيدك أكثر ارتباطاً به وإعجاباً بشخصه الخلوق وبساطته المتواضعة, ويزيدك فخراً وإعجاباً بعلاًقة رجل بما تحمله الكلمة من معنى وإنسان في قمة النبل والنقاء، كهذا القائد الإنسان الشهيد اللواء الركن/ سالم علي قطن رحمه الله ألف رحمه ورحمه.
(( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )) صدق الله العظيم.
وأنا الحزين لفراق أخي الحبيب وصديق عمري ورفيق درب الكفاح الطويل،أعلم هنا أنه لم يكون الوقت مناسباً للحديث والإسهاب في سرد تفاصيل هذه العلاقة والشخصنة في استحضار الماضي وتعداد أهم الذكريات الاْخوية التي جمعتني بالشهيد رحمه الله، والذي سيأتي الوقت المناسب إن شاء الله للحديث عنها بكل ذكر طيب وفخر واعتزاز.
 لقد مثل حادث اغتيال اللواء الركن/ سالم علي قطن، خسارة كبيرة ومؤلمة للقوات المسلحة والشعب اليمني بأسره.. كيف لا؟ وهو القائد العسكري الميداني المحنك والسياسي المخضرم المقتدر والشخصية الوطنية والاجتماعية البارزة والمناضل الوطني المقدام والفدائي الجسور؛ الذي أحدث تعيينه كقائد جديد للمنطقة العسكرية الجنوبية ؛تغييراً إيجابياً معنوياً ومادياً ملموساً على صعيد مجريات الأحداث الجارية في الجنوب، والحرب على الإرهاب وما يسمى ((بأنصار الشريعة)) الجناح العسكري المسلح لتنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية كما يسمون أنفسهم، الذين منيوا بهزيمة نكراء خلال ثلاثة أشهر منذ تولية زمام مهام قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية.. وهي فترة قصيرة جداً، أذا ما أجرى الباحثون العسكريون مقاربة علمية لتحليلها، وإذا ما اخذ في الاعتبار طول مدة هذه الحرب التي امتدت منذ23( مايو 2011م) وسيطرتهم على مدينة زنجبار وجعار وأجزاء هامة من م/ أبين وم/ شبوة حتى هزيمتهم قبل أيام على يد هذا القائد الهام الذي اختزل عمر قوى وأنصار الشر وأعلن شخصياً عن تحرير زنجبار وجعار في محافظة أبين وعزان في محافظة شبوة، مؤكداً نهاية عمرهم الافتراضي وهزيمة ونكسة من يقفون خلف هولا القتلة السفاحين من تجار الحروب وصانعي الشر ورعاة الإرهاب! وان كان هولا القتلة المنتحرين الأوغاد قد تمكنوا من اغتياله! لكنهم لم يفلحوا في فرض أيديولوجيتهم الدموية المتطرفة على شعبنا الأبي ولن ينتصروا في عودة الوطن إلى قرون التخلف وعهود الماضي السحيقة!، لأنهم هم الذين هزموا صاغرين يكسوهم الذل والانكسار والمهانة ورحلوا إلى مزبلة التاريخ يجرون خلفهم أذيال الهزيمة النكراء التي لحقت بهم وبمن يعتقدون أنه بمقدورهم أن يفرضوا على شعبنا الوصاية وثقافة القوة أو الموت!.
 
لقد انتصر الشهيد البطل اللواء الركن/ سالم علي قطن رحمه الله، باستشهاده وهو يؤدي واجبه الوطني بكل كفاءة وشجاعة وإخلاص، وللمبادئ الوطنية والقيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة التي آمن بها خلال مسيرته الكفاحية العظيمة ورحلته الطويلة في الحياة، ومات بطلاً منتصراً شامخاً لإرادة وتطلعات شعبه في تحقيق الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار ونبذ العنف والإرهاب والتطرف.. وكان له ما أراد!.
 
سيظل تاريخ هذا القائد الهمام، خالداً في سجلات الخلود الأبدي، وستبقى سيرته الكفاحية وضاءة مشرقة في مدونات المجد والإباء، ناصعة البياض على صفحات تاريخ هذا الشعب الأبي في وطن عظيم، يزخر بتاريخ حافل لأبنائه المخلصين، وبأمجاد وتضحيات الرجال العظام الذين قال عنهم سبحانه وتعالى ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)) صدق الله العظيم.
 عزاؤنا في رحيله إلى كل أقرباءه الاكارم والى وكافة الـ"سالم بن دحه" وعلى رأسهم الشيخ/احمد عبد ربه قطن وإلى أولاده الأعزاء صالح وعلي وناصر وكافة آلـ ((قطن)) وإلى قبائل جميع أبناء وقبائل العوالق الشجعان.. "وإنا لله وإنا إليه راجعون".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد