;
محمد عبدالهادي الصبيحي
محمد عبدالهادي الصبيحي

الثورة ليست كدار أبي سفيان 2133

2012-06-17 03:09:51


الثورة ليست حصناً أو طوق نجاةٍ أو ملجأً آمناً للمفسدين الذين ثبت تورطهم بقضايا فساد بكل ما تحمله كلمة فساد من مدلول أو معنى لا يمكن الحياد عنه إبان حكم النظام السابق سواءً كانوا ممن ينتمون للحزب الحاكم أو من مواليه أو من خارج دائرته من الأحزاب والتنظيمات الأخرى أو كانوا من خارج أروقة السياسة ومن ثم انضموا إلى الثورة، فالثورة ليست كدار أبي سفيان من دخلها كان آمناً وكذلك الثورة لا تجب ما قبلها، فليس من انضم إليها أو دعمها تسقط عليه الأحكام إن ثبت تورطه بقضايا فساد أو كان أحد أركان الفساد أو الذين استغلوا نفوذهم في إشباع نزواتهم ومصالحهم الشخصية من أموال الشعب التي حرم منها، وليست كذلك ماءً يمكن إزالة أدران الفساد به بمجرد ولوجه عتبة الثورة، فتُهم الفساد لصيقة بالمرء حتى تتم محاكمته محاكمة عادلة، مهما كان منصبه أو مكانته ولا يعني الانضمام للثورة هو أن نسقط ما عليهم من قضايا إن وجدت أو أن نبرئ ساحاتهم من أعمال فساد قد قاموا بمزاولتها أو ارتكابها ولأنهم كانوا أصلاً جزاءً لا يتجزأ من المشكلة التي قامت الثورة من أجلها (ثورة ضد الفساد والمفسدين) فلماذا نغض الطرف عنهم لمجرد انضمامهم لركب الثوار أو لمجرد دعمهم للثورة؟ وحتى الآن لم نشهد من نتاج الثورة إلاّ إسقاط حكم الفرد والعائلة وإن كان هناك جوانب أخرى في طريقها للتحقق ولكن مع مرور الوقت وببطء شديد في جوانب أخرى، فصحيح ثمة معوقات جمة تظهر على الساحة بين الحين والآخر تحد من سرعة إخراج البلاد من مستنقع الانفلات الأمني وما تواجهه البلاد اليوم من أمور كثيرة ومعقدة تعيق تقدمها نحو الأفضل وكأننا لم نعانق طموحات ثورتنا التي ضحى الشعب من أجل تحقيقها بالغالي والنفيس وبدمه وروحه، فهل الثورة أصبحت رمزاً للنقاء والطهر ومن انضم إليها اتصف بهما، فهناك أناس معرفون بفسادهم ولأنهم محسوبون على الثورة لم يطل التغيير مناصبهم عندما اندلعت ثورة تطهير المؤسسات في كثير من المحافظات أو بسبب الانتماء الحزبي وللأسف يحدث هذا والثورة مازالت قائمة وفي أوج عنفوانها، فهل نحن بصدد ثورة أخرى لتصحيح مسار الثورة الذي ظهرت عليه التواءات وانحناءات تبدو للعيان رغم وجود جهود جبارة لإصلاح مسارها ولكن صعب ذلك عندما يكون السبب من الداخل من نفس التنظيمات التي هي إحدى ركائز الثورة... ولتصحيح مسار الثورة نحتاج لخارطة طريقة مجدية لعبور المستقبل ونقف بخارطة الطريق بمنتصف جادة الطريق ثم نغربلها من أي رجل كانت له علاقة بطريقةٍ أو بأخرى بالنظام السابق أو كان له نفوذ واستغل نفوذه في الفساد ومهما كان منصبه أو مكانته أو دعمه أو انضمامه للثورة نوقفه عند حده، فلا يعني انضمامه ودعمه للثورة عدم محاكمته أو غض الطرف عنه ونقول له لا مجال له هنا وبدون هذا لا يستقيم أمر الثورة لوجود اختلال في موازينها، فهنا قد نحتاج إلى ثورة أخرى لتصحيح مسارها إذا مازال أمر الفاسدين كما هو عليه دون محاكمة ومازالوا طليقي الأيدي، ماذا فعلنا من أجل الدماء التي سالت والأرواح التي زهقت فكانت لبنات الثورة التي قامت عليها وأساسها وقد نادت حتى بحت حناجرها من أجل حياتها الكريمة وعيشها الرغيد الذَين سُرقا منا، فأصبح نصف الوطن تحت خط الفقر والنصف الآخر بين (لا تشلوني ولا تطرحوني)، فأوضاع البلاد الآن متدهورة ولا تسر أحداً وتحتاج للكثير من الجهود في سبيل معالجتها وإيجاد السبل للحد منها وفي الشق الآخر من المعادلة هناك من يقف وراء تلك الأوضاع ويصب الزيت على النار لتأجيج الوضع وخروجه عن السيطرة وحتى تكون سنين عجاف من قبل موالين للنظام السابق أو من أنفسهم أو ممن كانت تربطهم مصالح وثيقة بالنظام السابق أو أناس قد اعتادوا على زمن التجريع، فلا يريدون تغيير الوطن للأفضل بل يريدون كما كان عليه عيشهم أو أسوأ من ذلك، فهم يريدون إيقاف عقارب الساعة لمنعها من التقدم وطي صفحات مؤلمة من حياتنا حتى أصبح الأمس أفضل من اليوم هذا ما يريدونه.
ولإنجاح مسار الثورة علينا إنشاء المحاكم التي تختص بالجرائم المرتكبة وقضايا الفساد قبل الثورة وإبان الثورة وحتى يومنا هذا من ثبت تورطه حتى نطهر البلاد من أوكار الفساد.والخوف من تقادم عهد الثورة دون تحقيق أهدافها أو أن نتماشى مع خطوطها العريضة التي وضعها الشباب من أجل بناء الدولة الحديثة وحتى لا تخبو جذوتها علينا بتحقيق عناوينها العريضة ووضع النقاط على الحروف في أسرع وقت ممكن ليرتسم على جبين الوطن دولته الحديثة وتعود للثورة رونقها الوضاء.. فمتى سنرى أهداف ثورتنا تترجم إلى واقع ملموس وليس إلى واقع افتراضي تتيه فيه أهداف ثورتنا لينحرف بها المسار الذي خطينا عليه أحلامنا وآمالنا في سبيل تحقيقها؟ أم أنّ هناك أكثر من خيار لدى أرباب السلطة للتعامل تجاه ثورة الشباب. ومازال الشباب مرابطين في الساحات حتى تستكمل تحقيق أهداف الثورة وحتى لا يكون هناك انقلاب أو التفاف على مبادئ الثورة وبوجود الشباب في الساحات لا يمكن وأد ثورتهم أو تغيير مجراها.      

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد