بلونها وطابعها السياسي أطلت علينا حركة التغيير على خارطة الوطن العربي، فكشفت عن مفاجاَت كانت خارج الحسبان وحملت على عاتقها أشواقاً سياسية على أنقاض سياسية أخرى، ومن جانب آخر أحدثت حركة التغيير حراكاً فقهياً داخل المدارس الإسلامية الحية والنشطة لتدل على مدى الاستعداد العقلي لمواجهة المتغيرات كل بما يمليه اجتهاده وهذه تعبر عن حاله صحية.. بغض النظر عن تفاصيل الاجتهادات لكن درس التجربة سيبقى عظة وعبره وأثبت التغيير بأن الإسلام بثقافته هو ثاحب الفاعلية والتجديد كما انه البديل للمشاريع الغربية والقومية التي أثبتت فشلها في الواقع المدني بكل المقاييس وأن امتزاجه بوجدان الشعوب وتطابقه مع مصالحهم أيقض فيهم روح العودة للإسلام((الرابطة الكبيرة)) ومن زاوية أخرى ارتبكت في خضم هذا التغيير حركات مقيدة بولاءات خارجية غير عربية وحركتها واستغلتها نوزات غير مذهبية في أوطان أخرى وسرعان ما انكشف زيفها بشعاراتها المفضوحة أمام الجميع حينما رسخت ثقافة الأنانية والطائقية ولم تراع لحمة الإسلام أو تنظر إلى مصالح الشعوب.. وأسوا من ذلك كله أن تلجاء إلى سلوك العنف الطائفي لتقضي على من حولها بشكل جنوني وبعشوائية وفي حين يخسر أصحاب هذا السلوك البشع مصداقيتهم يخشى أن تتململ أحزاب طائفية لتعكير عملية التغيير والبناء الذي ينشدوة أبناء الوطن بما تحمله من الموروث العدائي والولاءات العنصرية...ومثل هذه المشارع ينبغي أن لا يغفل عنها أبناء الشعب اليمني حتى لا يخسروا مستقبل التغيير.. وان نحذر من هذا التطرف الطائفي فلا نمانع من ممارسة حرياتهم الفكرية أو المذهبية ضمن مشروع لحمة الشعب الواحد والمواطنة المتساوية التي يربطها رابط الإسلام بعيداً عن لغة التعالي بالذوات بدعاوى الاحقية والصايات باسم الدين وعندما يغلبون مصلحة التعايش مع الآخر على المطامع السياسية وإذا بشرونا بتحولهم الملموس بإزالة كل مظاهر العلو الاستفزازي بكل أشكاله وانتمائهم لشعوبهم والإيمان بالولاء الوطني المقدس.
عيسى عباد
حتى لا نخسر التغيير في اليمن 2065