في ذكرى 13يونيو ذلك اليوم التي ولدت فيه الحركة التصحيحية الناصرية بقيادة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، كم نحن بحاجة إلي ثورة تصحيحية كتلك تماماً التي قام بها مجموعة من الشرفاء الأحرار بقيادة الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي رحمه الله، وليس بغريب لقد كانوا عسكريين ولكن الولاء كان لله وللوطن والثورة في مثل يوم 13 يونيو1974م كانت خلاصة العمل والتخطيط للثورة البيضاء لما استشعروه من الخطر بانحراف مسار و أهداف ثورة 26 سبتمبر وتدهور البلاد ودخولها في غياهيب الفقر والجهل والتخلف، قدم هؤلاء الأحرار المثال الصعب في حب الوطن والإخلاص له كانت ثورة ضد النفس وعلى الأنانية وعلى المصالح الضيقة والشخصية والفئوية, قال في مثل هذا اليوم الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي : إذا كان بالأمس القريب أسقطنا صور المسئولين، ورفعنا على الرؤوس اسم "الله جل جلاله"،وإننا منذ اليوم الـ13 يونيو، قد عملنا وسنعمل على ألا نقدس الأشخاص ولكننا سنقدس الأعمال, حركة 13 يونيو التصحيحية في فترة قصيرة وصلت خيراتها إلي المدن والمديريات والقرى وهي من شقت الطرقات وبنت المدارس وشيدت المستشفيات ولا زالت تلك المشاريع التي كانت مجرد بداية لبناء الدولة الحديثة, منتصبة وشاهده إلي اليوم على تلك الفترة الذهبية من تاريخ اليمن, ورغم المحاولات المستميتة ولثلاثة عقود من الزمن لطمس الهوية الحمدية، لكنها بائت بالفشل لقد تخلد هذا الجيل وهذا الرمز للمدنية وللحداثة والتطوير في قلب كل يمني, لقد عجزت أمهاتنا أن يلدن مثل هذا الرجل وذلك الجيل على مدى 30 عاماً, وفي ظل ذلك التطور والانطلاقة القوية نحو بناء اليمن أرضاً وإنساناً شعر المرجفون في الأرض من الداخل والخارج بالخوف حتى لا يكون هذا البلد في القمة وسيداً لنفسه ومحيطه، فحيكت المؤامرة بتمويل إقليمي ودولي وتنفيذ داخلي وتم اغتيال الحمدي والمخلصين معه ومعهم المشروع الوطني الكبير, فحلت اللعنة بهذا البلد, إننا اليوم ننظر لما نحن فيه من انحراف لمسار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ودخولها دهاليز السياسة وبإعطاء القاتل حصانة والدوس على كل الشرائع الإنسانية والمواثيق الدولية إنما هي اغتيال للمشروع المدني التي قامت هذه الثورة من اجله, فما أحوجنا اليوم إلي ثورة تصحيحية تحقق الأهداف وتسير بهذا الوطن إلى بر الأمان وهذا يتطلب رجال مخلصين للوطن والثورة، فهل سوف تنجب اليمن حمدي أخر أم أنها عقمت؟؟
عصام الكمالي
في ذكرى مشروع وطن.... الحمدي شهيد وطن 2001