;
عيسى عباد
عيسى عباد

ثورة الشباب رسخت الوحدة 2152

2012-06-11 03:17:22


أعتقد جازماً ان القضية الجنوبية قضية عادلة وان أبناء المحافظات الجنوبية قدموا دولة وافتقدوا كثيراً من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في ظل هذه الدولة وعندما خرجوا إلى الشارع يطالبون بحقوقهم بطريقة سلمية حضارية وجدوا تعاطفاً كبيراً من كل أبناء الشعب اليمني حتى عندما رفعوا أعالم التشطير كان الكثير من أبناء الشمال لا يلومونهم في ذلك، لأن الكل يعرف الممارسات الانفصالية التي مورست ضدهم والمتمثلة بالتهميش والإقصاء ونهب الثروات ومصادرة الحقوق والحريات وأيضاً نهب الأراضي وعدم الإصغاء للمطالب المشروعة، هذا نتج عنه ردة فعل تمثلت بالدعوات الانفصالية ومطالبة بعودة البراميل من جديد والبحث عن هوية مجهولة ليس لها وجود في التأريخ ولا في الجغرافيا.. فلا يوجد يمني حر شريف يحب الخير لوطنه من المهرة إلى صعدة يرفض الوحدة ويريد الانفصال فالوحدة كانت ولا تزال في وجدان الانسان اليمني شيئاً مقدساً لأنها الأصل، فالشعب اليمني شعب موحد ولا يوجد شيء اسمه جنوب ولا شمال كل ما في الأمر ان اليمن انقسمت إلى شطرين نتيجة لعوامل سياسية في فترة زمنية محدودة، لكن سرعان ما عادت إلى أصلها بعد زوال هذه العوامل السياسية وأعيدت وتحققت الوحدة اليمنية المباركة في يوم22مايو 1990م وكان يوماً خالداً في نفوس اليمنيين لا ينسى، الثورة الشعبية السلمية المطالبة بإسقاط النظام، التي وصل صداها إلى كل ربوع اليمن وقدم فيها الشعب اليمني التضحيات التي تعد انتصاراً للقضية الجنوبية وامتداداً للحراك السلمي الذي كان قد انطلق قبل سنوات في المحافظات الجنوبية والمطالب المشروعة، لقد جعلت هذه الثورة الشبابية المباركة السواد الأعظم من عناصر الحراك الجنوبي ينضمون إلى ركبها ويتراجعون عن مطالبهم الانفصالية لأنهم يدركون ان المشكلة ليست في الوحدة، إنما المشكلة الحقيقية في الأشخاص الفاسدين الذين أساءوا للوحدة وحولوها إلى مشروع شخصي ومارسوا كل أنواع الإقصاء والتهميش ونهب الثروات وخيرات الوحدة المباركة وكان هذا التراجع أول منجز من منجزات الثورة الشبابية المباركة، إلا ان هناك مجموعة من السياسيين الذين نصبوا أنفسهم زوراً وبهتاناَ أوصياء على أبناء الجنوب وأرادوا ان يجعلوا من القضية الجنوبية ((قميص عثمان ))لتحقيق بعض أغراضهم الشخصية أو خدمة لأجندة لا تريد الخير للوطن، فهم لا يزالون يعيشون وهم الانفصال وفك الارتباط ولم يدركوا حقيقة الشعب اليمني وخصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية الذين هم اكبر وأكثر حباً وعشقاً للوحدة، لاسيماً ان دخلت اليمن عهداً جديداً وتشكلت حكومة الوفاق الوطني وتمت الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير وبنجاح كبير ولله الحمد وصارت الدعوة إلى النفصال وفك الارتباط وتقرير مصير الجنوب دعوات لا مبرر لها خصوصاً وان هناك إجماعاً بين كل مكونات الشعب اليمني وقواه الجنوبية السياسية على الاعتراف بالقضية الجنوبية وضرورة حلها حلاً عادلاً يعيد لأبناء المحافظات الجنوبية حقوقهم المنهوبة من نظام المخلوع ويحقق كافة تطلعاتهم في الحياة، حتى وان كان ذلك في النظام الفدرالي أو الحكم المحلي كامل الصلاحيات الذي يعد هدفاً من أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومطلب السواد الأعظم من اليمنيين في الشمال والجنوب، لذلك أتمنى من الإخوة من أبناء المحافظات الجنوبية ان يراجعوا أنفسهم وان يجعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وان يعودوا إلى رشدهم وان يقدموا مصالح الشعب على المصالح الشخصية والمشاريع الصغيرة، فالانفصال لا يمكن ان يحقق مصلحة لأبناء الجنوب إنما الخير بقاء الوحدة التي تغنى بها اليمنيون وقدموا التضحيات من أجلها، إننا اليوم أمام فرصة حقيقية لإعادة الاعتبار للوحدة وجعلها وحدة قلوب وأرواح وحدة قوة وبناء.. فلابد من فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي والدخول في الحوار الوطني الذي سيكون كفيلاً بحل كل القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد