حلم الطفولة لم يكن في أني ألعب في ملعب معشب تحيط بمدرجات لا تعرف أين أولها من آخرها، وعشبه يدخل تحت المدرجات أو له سقف يغلق من الأعلى ولا مثل (الكامب نو)، ولا (السنتياجو برنابيو)، ولا (ألسان سيرو)، ولا غيره، ولا أن أشاهد البرازيلي رونالد، ولا الإيطالي توتي، ولا الإنجليزي بيكهام، ولا الفرنسي زيدان أمامي في الواقع أنا من على المدرجات، وإن كان هناك من يحلم بهذا الشيء.
ولكن الحلم الذي خيل لنا حين وضعت اللبنة الأولى لمعلم رياضي كبير للرياضيين، وهو مشروع أستاذ سيئون الرياضي الذي شعرت يومها ومثلي الآلاف من المتيمين بحب وعشق الرياضية من الشباب والرياضيين في مدينة سيئون أن الرياضية (تمشي على خير) لأن الاهتمام بالرياضيين والشباب كبير.
اليوم نقضي السنة الثانية بعد العاشرة من بداية العمل في ذلك المشروع، أعلم أن هناك من سوف يقول لي (أنكم بعد ما وصلتوا إلى ما وصل إليه أستاذ إب الذي طال انتظاره العشرين سنة, ولكن أستاذ سيئون الذي بناء بتصميم حديث في بداية الألفية الثانية مطابق مع يتم إنشائه في الدول الأخرى في تلك المدة، بينما دول العالم قد أنشئت ملاعبها في أشهر (كملعب نادي السد القطري) أقامت بطولاتها ومبارياته قد يكون البعض قد شرع في صيانة وترميم والتحديثات بينما نحن لا نزال نسبح في عالم ارتفاع الحديد!!.. وفي عالم عدم وجود أسمنت..!! وفي إعاقة الثورة للعمل التي اختلقها الجهات المعنية كأسباب لتبرير النفس من الذنب!!.
أستاذ سيئون الذي أنجز اليوم منه المرحلة الأولى بقيت المرحلة الثانية، فالمرحلة الأولى التي تمثلت في إرساء القواعد الأساسية وبناء المدرجات الكبيرة والمنصة أصبحت شبه كاملة، ولا تحتاج إلا لأشياء فنية بسيطة حسب ما يتضح للجميع من الخارج، وهي الأخيرة على تلك المرحلة الأولى, ولكن دائم ما تكون الأشياء البسيطة في بلادنا تحتاج لسنوات، وهي من توقف افتتاح مشروع، فلا عجب أن تكون المرحلة الثانية، وهي عملية التعشيب والإنارة تحتاج لأكثر من (10) سنوات!.
وفي مونديال كوريا الجنوبية واليابان في2002م، ونحن نشاهد تلك الملاعب العجيبة والرهيبة كنا نسابق الزمن، ونقول قريباً سنصبح مثلكم، ولم نكن نعلم وقتها أن هذا الأستاذ سوف يتحول لأعمدة ومدرجات تسكنه الكلاب والقطط وغيرها.
عندما أمر بجانب ذلك المكان أتذكر بحرقة تلك الأيام الجملية التي كان يتألف ويتجمع فيه الرياضيون بمختلف أعمارهم وإنتمائتهم، ولكن الشاهد (من الخطاء) في أن تشاهد الأستاذ الرياضي الذي سوف تقتصر مهامه على المباريات الفعاليات الكبرى والاحتفالات التي ستكون قليلة ونادرة خلال السنة وسط المدينة، بينما الصالة الرياضية التي بالتأكيد سوف تعج بالأنشطة الرياضية الفعاليات الأسبوعية واليومية تم إنشاءها خارج المدنية!!.
لا أعتقد أن يخالفني أحد اليوم الرأي، فإنه أصبح أغلب الرياضيين يتذمرون من الأستاذ الرياضي أنه سبب وراء تدهور الرياضية وابتعاد الشباب عن الرياضية والاتجاه إلى مجالس القات وما شابهها.. ( لا هم أكملوا الاستاد الرياضي ولا هم ما جابووووه إطلاقاً)!!.
محمد مصطفى بامخرمة
أستاذ سيئون حلم طال انتظاره 1957