مكانني ضمئان شق الظمأ قلبي وأشعل في عروقي الدماء..لا كهرباء صالح ولا مشروع ماء...
بهذه الكلمات يخرج أبناء هجدة كل يوم يتغنون بها بعد أن تم تعيين محافظ جديد لمحافظة تعز..من قديم الزمان تكلم وشكا عنها الكثيرون ولكن من الصعب أن تكتب لمن لا يقرأ،وأن تخاطب من لا يسمع، وأن تشكو لمن لا يجيب،فأنا لست أول من يكتب عنها،رأيت بعضهم قد فقد الأمل بعد الشكوى وظل يردد هذا الدعاء:"اللهم إنك ترى مكاننا وتسمع كلامنا وأنت عالم بحالنا شكوانا إليك يامغيث أن تفرج همنا وتزيل كروبنا بعد أن ضاق بنا حالنا".
هجدة.. تقع غرب محافظة تعز على بعد٢٠كم تقريباً في مديرية مقبنة أكبر مديريات الجمهورية من حيث عدد السكان والمساحة... أقطنها أو أمر منها وأرى في هاءها الهم،وفي جيمها الجوع وفي دالها الدموع، فيالها من حياة صعبه..بما أنها تكتظ بالباعة والمشاة منذ الصباح الباكر ويتوافد إليها الناس بأعداد هائلة لأنها تمثل مركزاً تجارياً مهماً لأبناء مديرية مقبنة.. ناهيك عن كثافة أعداد سكانها الذين لا يملكون سوى الآهات والدموع منذ زمن طويل بسبب عدم توفير الخدمات الحكومية ولو بسيطة.. رأيتها تفقد الحواس الخمس من حيث الكهرباء والمياه والصحة والطرقات والنظافة، لكنها لا تفقد الأمل برجالها الشرفاء الذين يعملون لإغاثتها قبل أن تموت لا سمح الله..
هواؤها الدخان الأسود بسبب تلك الإطارات المتفحمة،وطريقها الموت الحقيقي لأصحاب المركبات بسبب الحفريات المتعددة...أتذكر جيداً والمسافر على خط تعز الحديدة، ذلك القسم للشرطة المبني من الأحجار من عهد الإمامة، فسقط قريباً قبل سقوط نظام صالح دون وقوع إصابات لأحد والحمدلله..هناك في الناحية الأخرى المستشفى الريفي بهجدة ولا أحداً يعلم منا ما حقيقة هذا الاسم الذي سمي به هذا المشفى وهو لا يقدم أبسط الرعاية الصحية للمرضى بعد أن ضاعت ابتسامة الطفولة من وجوه الأطفال الصغار..ولا نعلم أيضاً ما هو الدور الإيجابي الفعال الذي يقوم به أعضاء المجالس المحلية فيها؟.. ليس هي هجدة وحدها من تعاني فهناك الكثير والكثير من المدن والمديريات المختلفة في اليمن من أقصاها إلى أقصاها بسبب الإهمال والتقصير من قبل المسئولين بالمحافظات في اليمن، لأجل هذا خرج الجميع يهتف الشعب يريد إسقاط النظام.
فمازال الغليان في الشارع يطالب بالحقوق المشروعة للوطن والمواطن،،فهجدة تحت أمرك يا سيادة المحافظ..تريد منكم ولو قليلاً من أدوات التجميل لتعيد لها شبابها بعد شيخوختها وهي إلى اليوم ما تزال تردد.. "مكانني ضمئان"..
خليف بجاش الخليدي
هجدة.. والشيخوخة المبكرة 2653