ماذا يعني رفض عبدالملك الحوثي استقبال لجنة التواصل للحوار الوطني؟ وما معنى أصلاً أن تتكون اللجنة من أربعة من كبار السياسيين اليمنيين والزعماء الوطنين؟ أربعة من العيار الثقيل عبدالوهاب الآنسي، ياسين سعيد نعمان عبدالكريم الإرياني، عبدالقادر هلال، تنازلوا وتواضعوا وقبول التوجه لصعدة لمقابلة الحوثي في سياق التواصل والتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني.
وبدلاً من رد التحية بأحسن منها، إذ بالحوثي يتصرف بعنجهية واستعلاء ويشترط عدم وجود عبدالوهاب الآنسي ضمن اللجنة!! لماذا؟ وكيف يمكن التواصل والحوار مع طرف بمثل هذا المزاج الإقصائي والإلغائي.
وجاء موقف الدكتور/ ياسين سعيد نعمان رائع ومسؤول ووطني وأخلاقي، كما هي عادة هذا الرجل الكبير والسياسي القدير، لقد رفض ياسين التوجه إلى صعدة بدون عبدالوهاب الآنسي وبالتالي فقد أخفقت اللجنة الرباعية في مهمتها الحوثية، أصبح على لجنة التواصل والرئيس هادي وحكومة والوفاق وبقية الأحزاب والتيارات عليهم جميعاً إدراك ومعرفة كيفية التعامل مع الحوثيين وفق أسس ومعايير وطنية وموضوعية وبكل شفافية وعلانية.
ومن ذلك أن الحوار الوطني يأتي في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وبالتالي فإن من يرفض المبادرة أصلاً سوف يرفض ما يترتب عليها تفصيلاً، والحوثيون سبق لهم أن رفضوا المبادرة بكل صراحة وجراءة، كما رفضوا الانتخابات الرئاسية المبكرة، وما يترتب عليها، والنتيجة أن الحوثيين ضد الحوار، لأن المبادرة والانتخابات باطل وما بني على باطل فهو باطل، ثم أن الحوثي وضع شروطاً تعجيزية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.
هذا من جانب المبادرة وما يترتب عليها، من جانب آخر فإن الحوار الوطني يشترط على المشاركين فيه وضع السلاح وترك العمل المسلح، والحوثيون اعلنوا مراراً وتكراراً أنهم لا ولن يضعوا السلاح وأنهم يدافعون عن أنفسهم في صعدة وحجة والجوف وحرف سفيان ودماج وكتاف وحتى في تعز وعدن وميدي، وبالتالي فإنهم في حالة حرب دائمة ومواجهات عسكرية مستمرة، فكيف يكون الحوار مع حركة مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة وتسيطر على عدة محافظات ومناطق
وتمارس نوعا من الحكم المحلي والاستقلال الإداري؟!
فإذا كان الحوثيون لا يعترفون بالمبادرة ولا بالانتخابات المبكرة ولا بحكومة الوفاق بل ولا يعترفون بشرعية ودستورية رئيس الجمهورية ويعتبرون كل ذلك مؤامرة أمريكية وسعودية، فبأي حوار يعترفون وبأي تواصل يقرون، وبأي مبررات يشاركون في الحوار إذا ما شاركوا؟!
عبد الفتاح البتول
تحية للدكتور ياسين ولا عزاء للحوثيين 2229