;
فضل مبارك
فضل مبارك

قتل (الجندي) ما أكفره !! 1759

2012-05-21 16:05:54


بينما كان (الفندم) - كعادته – يقرأ برجه الصباحي ليعرف حظه اليوم، دون أن يلتفت إلى شاشات التلفزة التي تناقلت الخبر وشبعت منه..
لا يهم كم عدد الضباط القتلى.. وعدد الجنود المغدور بهم..والأسرى لا يعني شيئاً في عرف السلطة.. سيَّان الأمر أن قتل هؤلاء وغدراً أو في حرب غير متكافئة، أو قتلوا وفق أجندة خيانة وطنية وتواطئ حكومي وعسكري، - طريقة المواجهة (من عدمها) مع (العدو المفترض) الذي صنعنا منه في إعلامنا ومقائلنا وأحاديثنا (بعبع) ونصبنا له هالة نخاف منها ونعمل له ألف حساب – ذلك لا يغير من الأمر شيئا.. هل قتل الضباط وجنودهم بالرصاص، أم قضوا بالسكين, وهل كان قتلهم على (الطريقة الإسلامية) ووفقاً وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام (فإذا قتلتم فأحسنوا القتل وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح) ربما بالطريقتين معاً كان حظ الضباط والجنود بهما.. هل يغير ذلك من الأمر شيئا.. لم تتضح معالم أي تغير, لازالت البسمة تعلو الشفاة، والوجوه متوردة للقيادات السياسية والعسكرية (للعلم والإضافة: مهما كانت طريقة مقتل الضباط والجنود – فقد أحرقت جثث كثير منهم حسب تأكيد ذويهم وعاملين في مستشفى باصهيب العسكري بعدن، جنود جرحى نجوا باعجوبة ذكروا انه نتيجة لحقد المهاجمين على من قاومهم من الضباط والجنود، فقد قاموا بإحراق جثثهم بعد مقتلهم كنوع من إشفاء الغليل وانتقاماً لمقتل عدد من المسلحين المهاجمين من قبل الجنود والضباط الذين ابلوا واستبسلوا وهم لا يملكون سوى سلاحهم الشخصي بعد أن تمنعت لنحو سنة قيادة المنطقة ووزارة الدفاع في مدهم بالسلاح اللازم، فيما يتسرب – أن لم يكن عيني عينك – بكميات إلى أعداءهم، (ملاحظة: اللواء 115 عندما كان في الجوف بداية الثورة نهبت كل أسلحته في قصة معروفة تفاصيلها وأبطالها وبالكاد نجا أفراده وسحبوه إلى أبين لمواجهة (أنصار الشريعة) على أن يعاد تسليحه وفقا وتخصصاته (كتيبة مدفعية وكتيبة دروع وكتيبة مشاة) لكن ذلك لم يتم لأسباب ليست خافية وعندما رفض أفراده التحرك من معسكر بدر إلى دوفس إلا بصرف لهم أسلحة, (ضحكوا) عليهم بثلاث دبابات متهالكة من قاعدة العند على أن تستكمل عملية التسليح لاحقاً وظلت لاحقاً مفتوحة نحو عام حتى نجاح المهمة يوم الأحد الماضي.
هل من نبأ إلى علم الوزير أو قائد المنطقة – ربما كان مشغولا بأمور أخرى، غير عسكرية – وماذا عن قائد اللواء، عفوا كان منشغلا ومبهورا بالفيلا الجديدة التي اشتراها وكان قبلها لا يعرف سوى (الديمة)، الدنيا حظوظ.
عسى الله كم تساوي قيمة ثلاثين جندياً وضابطاً قتلوا وعشرين جرحوا وقبلهم أربعين بين قتيل وجريح في الحرور.
 وفي الكارثة الأولى لم يبلغ العدد سوى مائة وخمسين قتيلاً وجريحاً. ايش يعني ؟ ماتوا.. الله يرحمهم، كلنا بانموت، الم يقل الله (سبحانه وتعالى) (كل نفس ذائقة الموت) ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد.
لا توجد مشكلة – تكرماً ومنة – سوف نمنح (القتلى) من الضباط والجنود صفة ولقب (شهيد) ونوجه بصرف راتبه الشهري لأولاده مع خصم العلاوات والبدل – أن كانت تصرف (أصلا).
الله عليك يا كريم يا شهم.. هكذا تجود قريحة (الزعماء) والكبار من القيادات والمسئولين.
.من جرب أن يفقد والديه أو أحداهما وتحديدا الأب، ينظر من زاوية قائمة لاتقبل الانكسار بأن الطفل الذي يعيش يتيماً معناه أن يكون ضعيفاً، مقهوراً، منكسراً. ويمحو من قاموس حياته كلمة ومعنى (طموح) و(مستقبل)،عكس الآخرين الذين لم يفقدوا أحداً من أبويهم فهم يرون المسألة من زاوية منفرجة تقبل مقاسات متعددة يمكن ردم أية هوة فيها، بإصدار قرارات قد تظل حبراً على ورق، تعزية،جنازة مصورة، وعد بالاهتمام بالأطفال لا يتحقق منه شيئا.ويقول المثل (طعنة في ظهر غيري كأنها في جدار).
قبل أن يجد الخبر طريقه في خطوته الأولى سواء على ألسنة بعض المطلعين أو إلى وسائل الإعلام، دون جدال أو شك أنه بلغ مسامع الرئيس والوزير وقائد المنطقة وقائد اللواء وبعض القيادات في أدق تفاصيله والأكيد أنهم لم يرمق لهم جفن برمشة حزن واسى على المقتولين، بل ربما شعروا بارتياح لا حد وغبطة يحسدهم عليها (ابليس) وأعوانه.
في بلاد (الكفار) هبت نسمة هواء باردة، بينما كان جندي يؤدي واجبه الاعتيادي فاصيب بالزكام وقبل أن تصل إليه المروحية لنقله إلى المستشفى،كانت استقالة الوزير ومن دونه من قيادات الجندي قد سبقت وتم قبولها.
وفي بلاد (اليهود) هجم مخمور على جندي بسلاح ابيض. فأصابه في (أصبعه)، البرلمان دعا لحظتها إلى جلسة طارئة لاستجواب الوزير عن الحادثة، والتفاصيل بعدها لاتهم اليمن لان أعضاء البرلمان فيه بعيدون عن مثل هذه القضايا ومشغولون بمتابعة قطع الأراضي والسعي لاعتماد مشاريع وهمية في مناطقهم يستلمون مخصصاتها دون أن تنفذ.
وفي بلاد (الإيمان والحكمة) – للعلم: اليمن بلاد مسلمة وأهلها من أوائل من اعتنق الإسلام، لكن هناك إشكالية لدى بعضهم في فهم قيم ومبادئ الإسلام، ولدي شك كبير أن لم يكن حد اليقين، بأن حديث الإيمان والحكمة عن اليمن منسوباً لمحمد صلى الله عليه وسلم في زمن لاحق ومتأخر لدواع سياسية وإعلامية.
المهم في بلادنا القتل للجنود والضباط بالمجان، وأسهل من ذبح الخراف أو قتل الغربان،
اجزم انه لم يحدث قط أن ذبح أهل اليمن في اكبر وليمة مائة رأس غنم أو ثلاثين من الإبل ولم يحدث أن قامت الحكومة بقتل عشرين غراباً في أي حملة نظافة قامت بها،ومهما بلغ عدد القتلى من الجنود والضباط وبغض النظر عن طريقة القتل هذه، فهي لم ولن تحرك شعرة من تأنيب ضمير لدى القيادة ولا تعدو المسألة أن تكون طبيعية لا تستوجب أي معاناة أو تبرم أو حتى (زعل) فهي قضاء وقدر وقد كملت أعمار هؤلاء الآن (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً, وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت).
حكومة (التقاسم) السياسي والديني والقبلي تذكرت (واجبها) الإعلامي بعد أربعة أيام على مقتل وجرح أكثر من مائتين جندي وضابط في مجزرة دوفس يوم 4 مارس وأصدرت بياناً (ساخنا) بعد إذاعته ونشره برد لهيب وحماس أعضاء الحكومة، وفي مجزرة الحرور – بعد أسبوعين – تثاقلت خطاها, أما في المجزرة الثالثة يوم الأحد الماضي فقد ضاعت الحكومة في زحام زيارات (التنظيف) التي تقوم بها لعدد من المدن واستحضرت وزارة الدفاع (همة) عنترة بن شداد في سرعة النفي لما وقع قبل أن تعود إلى التقليل من وقع الحدث وإنقاص عدد القتلى والجرحى مع نفي وقوع أسرى.
كنت أتوقع مثل غيري – قبل أن يتطاير الخبر إلى مسامع الناس عبر وسائل الإعلام أن يكون خبر استقالة الوزير – على الأقل استقالة – قد تزامن أن لم يسبق نشر الخبر., وان يكون (انتحار) قائد المنطقة وقادة الألوية الذين تعرض جنوده لمجازر، هو الأعلى والأكثر شيوعاً على ألسنة الناس، كمسؤولين مباشرين أولاً وأخيراً على كل ما يرتكب في حق الجنود.والتاريخ لن يرحم مهما طال أمده، - على فكرة قائد اللواء وهذه معلومة مؤكدة لا يعرف مواقع وتمركز كتائبه منذ وصولها إلى المنطقة لمحاربة (طواحين الهواء)، وبالمثل والمقابل توقعت أن يكون هناك موقفاً حاسماً وحازماً للرئيس..
دماء أبناء الناس وأرواحهم ليست رخيصة ولن تكون لعبة بقدر ما هي لعنة ووصمة عار لا تمحى, ثلاث مجازر راح ضحيتها نحو مائتين وخمسين قتيلاً وعشرات الجرحى، والحرب لم تبدأ بعد مع عناصر القاعدة.
فكم هو العدد المطلوب الذي يجب أن يقدمه الجنود والضباط الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في أجندة صراع المصالح بين أقطاب (البيوت) و(المناطق) قربانا لان تبدأ السلطة حربها مع من تعتبرهم أعداء، وهم ليسوا أعداء. ما قدم في هذه المجازر الثلاث وفي حرب السلطة مع (أنصار الشريعة) الشيء الكثير. لكن يبدو أن نهر الدماء المتدفق لم يرو العطش اللامتناهي. وبحسب أحداث تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وما قبله فلم يفقد الجيش اليمني – شماله وجنوبه – في سجل نضالاته التي خاضها ضد أعدائه قط عدداً من الضباط والجنود في معركة واحدة بهذا الكم الهائل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد