الحديث عن الإعلام الرياضي حديث طويل وممل، وذات شجون، فكما هو معروف أن الإعلام رسالة سامية، إما إنه يبني أمما أو يهدمها.. لاسيما والإعلامي والصحفي يقع عاتقه أمانة كبيرة اهتزت منها السماوات والأرض وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا في إيصال المعلومة الصحيحة والسليمة ذات المصداقية الواضحة للقارئ اللبيب والمعنيين بالأمر.
ما يحز في النفس أن الإعلام تحول في الآونة الأخيرة إلى مكان لتصفية حسابات الإعلامين والصحفيين فيما بينهم البين وساحة لتشجيع الفاشلين وظلم الناجحين.. الأمر الذي أدى إلى تدهور الإعلام، وعدم ثقة الجمهور بما يتناوله البعض.
وأنا أقول إن السبب في وصول الإعلام إلى هذا الحال هم صحفيو الدفع المسبق الذين ما أن تمتلئ جيوبهم بقيل من الدراهم المعدودة، فيخرون مسرعين لتمجيد رؤساء الاتحادات ويصفون إنجازاتهم الكرتونية والتي تشعل الرأس شباب أنها إعجازية ورائعة وبأنها وبأنها وهلم جراء.
ويقولون لولا هذا الرجل ما تحقق لرياضتنا شيئا، بل إن الطامة وصول حالهم بوصفهم ذلك الرجل بأنه أسطورة، وأنه رجل محنك وملأ الدنيا ذهبا ومستحيل تنجب الأمهات مثله.
للأسف هذا هو حال صحفيي الفلوس الذين تلعب بالنفوس والذين تخلوا عن المبادئ والقيم والأخلاق.
حسنا.. نحن مع حرية الكلمة، لكن ينبغي أن لا تصل إلى حد النقد الجارح ورمي الآخرين بالتهم زورا وبهتانا.. وكما أسلفت ثمة نوعا من الصحافيين يصفون حساباتهم الشخصية عبر نشر غسيل مشاكلهم على صدر الصحف والمواقع الإلكترونية متخلين عن شرف المهنة والقسم الذي أدوه عند تخرجهم.
فأقول لهم اتقوا الله واجعلوا خلافتكم واختلافكم فيما بينكم (سرية) وليس بالضرورة أن يعرف الجمهور الرياضي مشاكلكم الشخصية، فإذا كان بينكم مشاكل حلوها عبر مشايخ وعقال الصلح أو عبر المحاكم، فالصحف والمواقع الإلكترونية هي بالأساس مساحة وموضعاً لطرح القضايا الرياضية ومناقشتها وتشجيع وتحفيز النجوم المبدعين، وإيصال النقد البناء والهادف والموضوعي لأصحاب الاعوجاج.
ثم أين أنتم من الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية؟ ألم تقولوا لنا يوما بأنكم أصحاب صدور واسعة؟!!.. أيها الإعلاميون الإعلام حلقة وصل بين الجمهور والرياضيين والمسئولين، فيجب عليكم أن تحترموا حق المهنة والزمالة التي بينكم وأن تؤدوا رسالتكم كما يجب أن تكون دون تزيف للواقع والحقائق أو تملقا وتزلفا للمسئول فلان أو علان.. وقولوا للناس حسنا.
مالك فيصل الشعراني
وقولوا للناس حسنا 1823