;
محمد عبدالهادي الصبيحي
محمد عبدالهادي الصبيحي

الدولة الحديثة ..... 1799

2012-05-16 03:06:06


مما لا شك فيه ولا ريب أنّ البلاد قطعت شوطاً كبيراً في مجال تحدي الصعاب التي تحاول أن ثنيها وتعرقل مسيرتها نحو التقدم والإزدهار وخطت خطوات جبارة تُحسد عليها، صنعتها إرادة الشباب الجامحة التي لا يُشق لها غبار ولا تساوم في المضي قدماً لإخراج البلاد من التقوقع الذي مُورس عليها والتحرر من القيود التي كُبلت بها، من أجل مستقبل أفضل وحياة كريمة ممثلة بثورة الشباب التي كتبت خطوطه العريضة ورسمت لوحة مستقبله في أبهى صوره الذي اشرأبت إليه أعناق اليمنيين كافة في الداخل والخارج.
وبتحقيق أهداف الثورة شيئاً فشيئاً ودعت البلاد الماضي بكل ما يحمل في طياته من أحداث وأوضاع مؤلمة وقاسية وسنين عجاف، مرت عليها لفترة من الزمن كانت تلك الأمور برمتها كفيلة بخلق مناخ ضبابي وأسوأ مما كانت عليه من قبل وتقهقر عجلة تنميتها للوراء ولا أحد يدري ما سيحل بالبلاد أو أن يتكهن طالع السعد فيها في ذلك الوقت الذي جُمدت فيه كل الجهود الخيّرة التي كانت تسعى بنوايا حسنة لانتشال البلاد من وحل الفقر والانحطاط ولكن لا جدوى مع نظام لا يريد البلاد تتعافى مما هي فيه، حتى لاحت في الأفق ثورة الشباب كشمس أضاءت أرجاء البلاد بالأمل وبكل ما تحمله من مبادئ تنم على وعي متوهج يريد للبلاد النهوض بكل ما أوتيت من قوة مستمدة ذلك ما لديها ثروات لا تكاد تحصى وتتمثل في حسن استغلال تلك الثروات لإعادة بنا البلاد.      
واستقبلت بعد أن تهاوت أركان النظام السابق وبعد المخاض الذي مرت به وكان عسيراً عليها بعض الشيء ولادة الدولة الحديثة وفجراً جديداً يحمل بين جنبيه بشائر الخير لكل اليمنيين في الداخل والخارج على حد السواء وكانت بداية انطلاق لمرحلة جديدة وحساسة في نفس الوقت كفيلة بإعادة البلاد إلى مربع الاستقرار والازدهار والرخاء وكأي مرحلة انتقالية أو جديدة تمر بمحطات عويصة وصعوبات جمة جراء مخلفات متراكمة لسنين وأوراق مختلطة أجاد لعبتها النظام، ولكن يمكن من السهل تجاوزها إذا امتلكنا الحكمة في التعامل مع مثل هذه التغييرات ورجاحة الرأي في التعاطي في مثل هذه الأمور، عندئذ يمكننا تسديد ضربة قاضية في وجه من يريد أن يعبث بأمن البلاد أو يتسبب في عرقلة تنمية البلاد ووقتئذ نستطيع الإمساك بخيوط اللعبة ومن ثم إحباط كل مخططاتهم.
 وكانت البلاد على موعد مع المستقبل ليرسم على محياها يمننا الغالي ويطبع عليها قبلة الارتباط ولكن هناك من يريد أن يفسد هذا العرس العظيم ولا أحد ينكر ذلك قادة وساسة وعامة تنظيم القاعدة في جنوب البلاد والحوثيون في شمالها، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، فمهما اختلفت الأهداف بينهما إلاّ أنّ هناك قاسم مشترك بينهما يتفق على زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد لتخرج البلاد عن حدود السيطرة لتتساقط أحلامنا على عتبة المستقبل الذي لا يريدون للبلاد أن ترتبط به ولا ينكر أحد بأنهما ورم خبيث زرع في جسد الوطن وللبرء منه لابد من استئصال شأفتهم حتى يتعافى الوطن منه، ولكن بيد حديد ولا مجال هنا للحلول المؤقتة أو المسكنات الموضعية لأنها لا تجدي شيئاً وهذا ما كان يتعامل به النظام السابق مما جعل البلاد تدور في دوامة لا نهاية لها، فسرعان ما يختل الأمن والاستقرار.
ومن أجل يمننا يمن الحكمة والإيمان يمن المحبة والسلام لا ندع لمثل هؤلاء السيطرة على زمام الأمور في البلاد أو أن تسيطر على أماكن حساسة لتضعف قوة الدولة في حالة مجابهتها ولا لعمل الفوضى والتخريب سواءً من جانب القاعدة أو الحوثيين، فلنصنع من أنسفنا دروعاً تقف عائقاً أمامهم وحجر عثرة أمام تحقيق مآربهم ليعرفوا أنّ الوطن غالي على قلوبنا ولا يمكن أن نفرط في مهما كلفنا الأمر أرواحنا أو سالت من دونه دمائنا ولا ندع لأحلامنا من أجل مستقبل أفضل أن تذبل أو تتهاوى مجرد ما حدث ويحدث في أبين لأني أرى هذا امتحان وإن كان عسيراً لقدراتنا القتالية في المستقبل القريب .
ونريد من الدولة كما تحارب الآن تنظيم القاعدة وتصفيته من على تربة أرضنا الطاهرة واجتثاث أصوله الخبيثة التي يعاني منها وطننا الغالي عليه كذلك بالحوثيين، فلا يقلون خطراً عن تنظيم القاعدة وكلاهما يمتلك السم الزعاف للقضاء على وطننا ولا ترضخ لأمر المشايخ والتسويات القبلية وهذه هي من أعطتهم قوة في عمل أي شيء ولا يكمن لها السماح في المشاركة في العملية السياسية وتعتبر خطر على البلاد بأسره ودول الجوار مثل تنظيم القاعدة وتتلقى دعوماتها من إيران وتنفذ مخططاتها الخبيثة التي تنم على الحقد الفارسي الدفين للإسلام ولا تغرنكم شعاراتها المعادية لأمريكا وإسرائيل، فهم يحملون شعار الموت لأمريكا وإسرائيل والقتلى من إخواننا في صعدة ومن حولها من المناطق التي يتواجد فيها الحوثيون، فأين القتلى من الأمريكان أو الإسرائيليين، فهو معروف تاريخهم في لبنان ما حدث في المخيمات الفلسطينية من قتل للفلسطينيين من قبل حركة أمل الشيعية وبما يعرف اليوم بحزب الله واستقبلوا الدبابات الإسرائيلية، فابحثوا عن حقيقة حزب الله، فهناك حقائق لا تكاد تصدق عن هذا الحزب والكثير فتنوا بحسن نصرالله من خلال شعاراته النارية التي يطلقها بين الحين والآخر وما هذه إلاّ بروفة لاستمالة المسلمين نحوهم من أجل تحقيق أهدافهم بكل سهولة وحتى تعرفوا حقيقة أمره ماذا يقول هو لما يجري الآن في سوريا الأبية وما أقترفه النظام السوري بحق شعبه وماذا يخبئ لنا في رأيه عن المجازر التي يقوم بها الجيش السوري وشبّيحة الأسد وما يقوم به النظام الإيراني في أرض سوريا، وإن ذهبت بعيداً عن الموضوع الذي نحن بصدده، ولكن ليعرف القارئ الكريم خبث العيشة المتجذر منذ القدم وما الحوثيون إلاّ نسخة منهم وعلى نهجهم يسيرون.
فالبلاد إن أرادت الاستقرار ووقف كل مظاهر العنف والاقتتال حتى تنعم بالأمن والأمان فعليها ألا تعقد أي هدنة مع قطبي الشر في البلاد ومهما تدخلت المشايخ للتسوية وهذا ما يخص الجانب الحوثي فلا ترضخ الدولة لها، بل أن تضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه العبث بأمن البلاد ستة حروب خاضتها الدولة كانت كفيلة بوأدها وأن تعود لرشدها ولا ندري سبب إخفاق النظام السابق في ستة حروب لم تحقق الأمل المنشود من تلك الحروب التي أهلكت ميزانية الدولة وكبدتها خسائر مالية باهظة وخسائر في الأرواح والعتاد.
وكل ما نريده لهذا الوطن أن نحس فيه بالأمن والأمان، بعيداً تهديدات القاعدة والحوثيين ولابد من القيام بالمهمة على أكمل وجه لتأتي ثمار تلك الجهود طيبة وتكلل بالنجاح .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد