أجرت قناة الجزيرة الفضائية حواراً مطولاً مع الكاتب المصري المشهور/ محمد حسنين هيكل أواسط العام الماضي 2011م، حيث كانت ثورات الربيع العربي قد حققت في تونس ومصر أول أهدافها في إزاحة الأنظمة الدكتاتورية في البلدين في حين لا تزال بقية الثورات العربية في بدايتها صاحبها عنف عسكري من قبل الأنظمة ضد الثوار وبصورة وحشية شديدة القسوة، من بينها ثورتنا الشبابية في اليمن ومحاولات من قبل النظام لجر القبائل لصراع دموي لإفراغ الثورة السلمية من مضمونها ..
مما جعل الأستاذ هيكل في حواره المذكور يخلص إلى نتيجة مفادها أن الثورة الشبابة السلمية في اليمن لن تحقق النتيجة المرجوة منها، كونها مدعومة ومقودة من القبائل والصراع الدائر في اليمن دائر بين أجنحة قبلية لا يمكن أن يفضي إلى دولة مدنية حديثة تتحكم فيها القوانين وتنهج الطرق السلمية في التغيير وبناء الدولة، مما جعل السلطة وإعلامها يستقبلون كلام هذا المفكر العربي الكبير (هيكل ) بلهفة وخبث ونشره في أوساط المجتمع خاصة في أوساط الشباب وأخذ هذه الرؤية على أنها مسلمة وأنها ستكون المحصلة النهائية لهذه الثورة.. لذلك قامت هذه السلطة بزج بعض الوحدات العسكرية في صراع مع القبائل خاصة المناصرة للثورة مثل) الحصبة - أرحب – تعز).
لكن تلك الرؤية الخبيثة بدأت بالخفوت وبصبر وحلم الثوار تغلبوا على بطش ومكر السلطة، .وكانت المحصلة فشل المخطط ونجحت الثورة في تحقيق أول أهدافها في تغيير رأس النظام ورحيله عن السلطة، وتصدر المشهد اليمني رجال مشهود لهم بالحكمة وحب اليمن وبناء دولة مدنية حدثيه [هادي - باسندوه– الإرياني - نعمان – الآنسي –الوجيه - الثوار في الساحات ] ولو ألقينا نظرة حول الأسماء المذكورة لخرجنا بنتيجة أن كلام هيكل عن القبيلة في اليمن لم تكن صادقة وأن رؤيته فشلت بجهود الشباب والساسة العقلاء في اليمن، وأن الثورة أوصلت أولئك الرجال إلى تصدر المشهد السياسي لإيمانهم بالتغيير نحو الأفضل لا لأنهم قيادات قبلية، إنما المعيار الوحيد هو الوطنية.. فيا شباب الثورة وأيها الساسة والعلماء والمثقفون ورجال القبائل وحدوا صفوفكم وجهودكم لتحقيق بقية أهداف الثورة وعلى رأسها هيكلة الجيش على أسس وطنية وعلمية وإقامة حوار وطني شامل وبدون خطوط حمراء وعدم استثناء أحد وبعقول صافية ونيات طيبة، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فحكمة اليمنيين وحبهم لبلدهم ستغلب على رؤية من يسمون أنفسهم بالمنظر ين والخبراء ((هيكل)) وتلامذته من اليمنيين أصحاب [ الخبابير ] الفاشلة.
ختاماً نقول لشعبنا العظيم: وأصلوا ثورتكم حتى تحقيق جميع أهدافها وعدم الالتفاف للمثبطين من أصحاب الفكر الانهزامي، حيث وصلت إلى قناعة بأنهم سبب فشل الثورات العربية في القرن الماضي.
وكان قبول الثوار آنذاك لأفكار من يسمون بالمنظرين والمفكرين الاستراتيجيين هم من أوصلوا الأمة العربية إلى التخلف والانهزام، ومما نعانيه اليوم، ونريد من الثوار والساسة اليوم أن لا يلتفتوا إلى أولئك من أمثال [ هيكل ] وتلامذتهم من أمثال [ محمد منصور صاحب برنامج خبابير الفاشل ] وأن يغلبوا العقل والمنطق وحب الوطن على ما سواه والنجاح حليفكم بإذن الله وإن غداً لناظره لقريب..