البعض من الناس،وبخاصة شريحة السائقين، يتبادر إلى ذهنهم أن الهدف من إقامة أسبوع المرور في كل عام هو لملاحقة السيارات المخالفة،وتوقيع الجزاءات والغرامات على مرتكبيها، وهذا مع الأسف الشديد فهم خاطئ، وهذا الفهم ترسخ لدى السائقين وبعض المواطنين، من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها بعض رجال المرور،وليس الكل..فهؤلاء البعض طمسوا كل شيء جميل يقدمه رجل المرور لخدمة أهله وناسه من كل فئات وشرائح المجتمع، وجعلوا الناس ينظرون لأدائهم بنظارة سوداء قاتمة، ملؤها التشاؤم والنكران لكل عمل جميل يقدمونه مها بذلوا فيه من جهد في خدمة الوطن والمواطن.
إن الهدف من إقامة أسبوع المرور سنوياً،هو لإبراز حجم المعاناة المرورية التي يعانيها رجال المرور ومعهم كافة قطاعات الشعب، من خلال الوقوف الغير نظامي العشوائي عرقلة الحركة المرورية بالوقوف وسط الخط، أو على مفترق طرق، قيادة المركبات بطيش ورعونة، قيادة صغار السن والأطفال للسيارات، دهس للمشاة، الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها الوطن والمواطن، في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة...كم من ضحية كان الأمل لأهله بعد الله عز وجل أن يعولهم ويصرف عليهم عند كبر سنهم، دهسه طائش غر فأودى بحياته، وكم من أسرة شردت وأصبحت تتسول عند أبواب المساجد وأبواب الميسورين، بسبب فقد العائل، إما بالسرعة الزائدة التي لا شك أن منها ما هو انتحار حقيقي، إذ ما معنى أن يسير الإنسان بمركبته في مثل هذه الشوارع الضيقة والمزدحمة أو حتى تلك التي تربط المدن وهي مثخنة بالحفر والمطبات والمنعطفات بتلك السرعة التي تتجاوز المائة والعشرين أو الأربعين،... صدرت فتوى لأحد الإمارات العربية المتحدة تحرم السرعة الزائدة،وتجاوز الإشارة الحمراء.وصدرت قبلها فتوى بأن الذي يتجاوز السرعة المحددة من قبل سلطات السير يعتبر منتحراً والمنتحر كما تعلمون خالداً مخلداً بالنار، قال عليه الصلاة والسلام (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالد مخلد فيها أبدا و من شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ).
 فيا أيها الأخ الحبيب يامن منحك الله مركوبا وغيرك يسير بدون حذاء احمد الله على هذه النعمة..ولا تحولها بسوء استخدامك إلى نقمة قد تكون سبباً في دخولك النار، إن هذا السائق لم يراع ظروف الطريق، أو عدم الصيانة الدورية للسيارة.. فطرق بلادنا كما اعترف بذلك مسؤول عنها وزارة الأشغال العامة والطرق، أن طرق بلادنا من الدرجة الثالثة وربما أقل من ذلك، لأن الطرق التي تنشأ هي من أجل أن يقال أن عندنا طرقات،وليس حسب المواصفات العالمية ولا أقل منها..وقد يكون كلامه هذا صحيحاً بعض الشيء، لكنه ليس الحقيقة كلها،وليته قال الحقيقة الغائبة عن أعين المخدوعين بمنظومة الفساد المالي والإداري على مدى عقود من الزمن..أن طرقنا تتلف بسرعة البرق بعد قص الشريط للافتتاح، لأن الذي قام بالمقاولة شيخ قصده الكسب وليس مصلحة الوطن والمواطن، او مقرب من منظومة الفساد، همه زيادة رصيده في البنك ولو يفنى الشعب بأكمله.. إنه قد لا يعلم هذا الفاسد أنه مشارك مشاركة أساسية في أي حادث مروري كان سببه التحايل والغش في المواصفات العالمية لإصلاح الطرق، فهو القاتل وهو المجرم الأول الذي لن يفلت من العقاب وإن تاب أتدرون لماذا لأن حقوق العباد لا تسقط بمجرد التوبة بل لا بد له أن يرد الحقوق لأصحابها وأنى له ذلك.. ولله در الخليفة الرباني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي استشعر هذه المسئولية العظيمة أمام الله عز وجل وهو يقول " والله لو عثرت بغلة في العراق لسألك الله عنها يا عمر لم لم تسوي لها الطريق، فكيف اليوم سيكون حال منظومة الفساد برأسها وأعضائها أمام الله وقد عثر البشر دون البغال والبقر كيف سيكون موقفهم يوم القيامة.
إن الهدف من إقامة أسبوع المرور هو لقاء وتواصل مع كل مستخدمي الطريق راجلين وراكبين،لمحاصرة بؤرة الخطر الذي يهدد كل مستخدمي الطريق..من خلال البرامج التوعوية عبر منبر الجمعة،والمحاضرات الإرشادية الدينية والاجتماعية والثقافية والقانونية، عبر وسائل الإعلام المختلفة..بأهمية تحقيق السلامة المرورية في أوساط المجتمع، فكل فرد في المجتمع مسئول عن تحقيق السلامة من موقعه ومجاله ومنصبه ووظيفته، في مكتبه وحارته، المرأة والشاب والمدرس والأكاديمي والطبيب والعامل والفلاح، كل واحد في المجتمع قل شأنه أم كبر مسئول عن تحقيق السلام له ولغيره قال عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع ومسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)